قضية فريدة من نوعها عالجتها مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية تلمسان ووضعت يدها على العصابة بعد سنة من البحث والتحريات نهاية الأسبوع، ويتعلق الأمر بسرقة رضيع حديث الولاية من المستشفى الجامعي بتلمسان بتاريخ العاشر أكتوبر من السنة الماضي "شهر رمضان"، الحادثة التي هزت أنذاك المستشفى الجامعي بتلمسان واعتبرت القضية "غامضة". وحركت المصالح الأمنية التي باشرت مختلف مصالحها عبر تراب الولاية البحث والتحري الذي أسفر عن تمكن مصلحة الشرطة القضائية لأمن دائرة مغنية من العثور على الرضيع وتسليمه لأمه الحقيقية بعد غياب قارب السنة. مصالح الأمن توصلت إلى الفاعل الأصلي في القضية ويتعلق الأمر بالمسماة "م. ه" البالغة من العمر 34 سنة، المقيمة بمغنية والتي حولت الطفل من مستشفى تلمسان وقامت بإحتضان الرضيع بمدينة مغنية بعد أن اتصلت بالطبيب العام المدعو "ب. م" الذي سلم شهادة معاينة ولادة وهمية على أساس مقرها بندرومة ناسبا لها المولود بعلم زوجها "ق.ع. م" البالغ من العمر 38 سنة الذي شاركها العملية وتنقل معها إلى بلدية ندرومة أين تم تسجيل الرضيع بمصلح الحالة المدنية ليصبح اسم المولود "أنس عبد القادر". هذا وقامت المصالح الأمنية بتوقيف الطبيب المدعو "ب. م" 38 سنة بندرومة والذي اعترف بكل الوقائع المنسوبة إليه وأنه سلم شهادة وهمية للولادة أطراف آخرى شاركت في العملية ويتعلق الأمر بممرضتين "ب.ر" و"د.ص" اللتان كانتا تتابعان الحالة الصحية للسارقة على أساس أنها حامل باعتبارهما يعملان بمصلحة حماية الأمومة والطفولة بعيادة الخدمات بندرومة، حيث بين التقرير الطبي أن المرأة التي ادعت بنوة الإبن لم تكن حاملا اطلاقا. كما دخل في أطوار القضية المدعو "غ. م" 27 سنة، مقيم بندرومة، مكلف بتسجيلات الولادة على مستوى الحالة المدنية والذي يكون اعترف بتسجيل الطفل بالشهادة الوهمية من خلال تصريح شرفي كاذب للأب. كما طال التحقيق المدعوة "ع.ل" رئيسة وحدة مستشفى التوليد بتلمسان والقابلة "ص.ن" التي قامت بتوليد الأم الحقيقية، لهذا تم تقديم جميع الأطراف الذين وصل عددهم إلى عشرة متورطين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تلمسان بما فيهم الوالدين الحقيقيين للطفل اللذين تبقى الشكوك تحوم حول تورطهما في القضية، ويتعلق الأمر بالأم الحقيقية "ب.م" 33 سنة المقيمة بندرومة، والأب الحفيظ "ف.ع.ك" اللذان وضعا تحت الرقابة القضائية، فيما تم إيداع الأم الوهمية التي قامت بسرقة الطفل "أنس"، رهن الحبس، فيما وضع زوجها باعتباره شريكا تحت الرقابة القضائية رفقة الطبيب العام والممرضتين ورئيسة وحدة مستشفى التوليد بتلمسان والقابلة بما فيهم المكلف بالتسجيلات على مستوى الحالة المدنية بندرومة، لتبقى التحقيقات جارية للتوصل إلى خلفيات القضية، فيما تبقى براءة "أنس" تحمل له مستقبلا مجهولا في حالة ما ثبت تورط والديه في عملية إبعاده عن حضنهما. بلبشير حسين