تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة لأمن دائرة الحنايا بتلمسان، من وضع حد لنشاط أخطر عصابة احتالت على المئات من مشتركي أحد متعاملي النقال، وظلت تنهب أموالهم طيلة 4 أشهر كاملة، حيث تم توقيف زعيم العصابة المدعو "ص.بومدين" البالغ من العمر 24 سنة أو "جامس" كما يحلو للعديد من معارفه مناداته. وجاء اكتشاف أمر العصابة التي إستغلت مسابقة أحد متعاملي النقال في شهر رمضان للإيقاع بضحاياها، بعد التحقيقات المكثفة التي قامت بها ذات المصالح بداية هذه السنة، بناء على الشكوى التي أودعتها طالبة جامعية مقيمة بدائرة الحنايا، مفادها أنها وقعت ضحية نصب واحتيال من قبل مجهول، وذلك عندما توجهت إلى وكالة هذا المتعامل بوسط مدينة تلمسان من أجل نيل سيارة من نوع بيجو 407 بعد إستكمالها لجميع الإجراءات للفوز بمسابقة رمضان، وقد استعان المحتالون الذين نصبوا على الطالبة الجامعية، الطريقة الشائعة في إبلاغ الفائزين بنجاحهم في هكذا مسابقات، وهي الرسائل القصيرة (sms) التي جاء في محتواها، أن ذات الزبونة فازت في مسابقة رمضان الكبرى وتحصلت على السيارة السالفة الذكر، وما عليها إلا الاتصال بأرقام الهاتف والفاكس التالية: 070.42.35.94، 021.54.70.16 أو عن طريق الفاكس 021.54.72.72، من أجل معرفة الخطوات الواجب القيام بها لنيل الجائزة، مشترطين عدم تجاوز الساعة الثامنة ليلا، كما أن المحتالين وحتى يطمئنوا ضحاياهم أضافوا عبارة أخرى "...وزارة العدل تعلم بحيثيات هذه الجائزة..."، الضحية ما كان عليها سوى الإتصال على رقم الهاتف ليرد عليها صوت من جنس ذكر ويطالبها بشراء 21 بطاقة تعبئة بقيمة 1200 دج، وحثها بعد ذلك على كشط الأرقام الستة (06) الأخيرة من مجموع ال 14 الرقم الموجودة في البطاقة وإرسالها برفقة رقم المراقبة الموجود في أسفل البطاقة، وهذا ما فعلته الزبونة المغرر بها، غير أنها لم تتلق أي اتصال من الجهة المستقبلة، نفس السيناريو تكرر مع ضحية ثانية مقيمة بدائرة شتوان، غير أن هذه الأخيرة طُلب منها شراء 51 بطاقة تعبئة بقيمة 500 دج فقط، لتجد نفسها أمام عصابة محترفة استولت على أموالها ولم تمنحها إلا السراب، وأمام هذه المعطيات فتحت عناصر الشرطة القضائية لأمن دائرة الحنايا بتاريخ 05 أكتوبر من السنة المنقضية تحقيقا، استغرق 4 أشهر كاملة من التحريات والمراقبة الدائمة لجميع الأرقام الهاتفية المذكورة في نص الرسالة القصيرة، لتكتشف أن أرقام الهاتف غير مسجلة ولا وجود لها بالأساس ليبقى الرقم الهاتفي 070.42.35.94 تحت الرقابة المستمرة، إلى أن تأكدت مصالح الأمن من وجود اتصالات هاتفية بين هذا الرقم وأرقام أخرى لم تتعد ال 05 أرقام، تواصلت التحريات بعد ذلك وازدادت تعقيدا، بعد تحديد هوية الأشخاص أصحاب هذه الأرقام الهاتفية، وأماكن تواجدهم، هؤلاء الذين يقطنون بكل من المدن التالية (تيزي وزو، عين الدفلى، البيض، مستغانم، الجلفة)، وبعد التحقيق معهم أكدوا جميعا بأنهم لا يملكون هذه الأرقام، مستغربين في السياق ذاته عن كيفية تسجيل أسمائهم لدى أحد متعاملي النقال؛ مما يعني أنه تم استغلال أسمائهم بتواطؤ جهات عاملة بهذه الشركة، التحقيق الذي استغرق عدة أشهر قاد إلى القبض على هؤلاء المحتالين وذلك بعد مراقبة حثيثة للأرقام الهاتفية التي استعانوا بها في عملية النصب على الزبائن، وقد تمكن عناصر الأمن من تحديد وترصد إحدى المكالمات الهاتفية من الرقم 073.10.50.41 الذي كان يتصل برقم آخر إتضح فيما بعد أن صاحبته طالبة جامعية وهي صديقة لشقيق الرأس المدبر، إذ وبعد مساءلتها أكدت أن الرقم هو لصاحب كشك متعدد الخدمات يدعى "أمين" ويتواجد بمحاذاة الإقامة الجامعية للبنات بشتوان، ليتم بعد ذلك القبض على "أمين" شقيق "جامس" الذي اعترف في محاضر التحقيق بأنه كان يتلقى أرصدة مالية من قبل شقيقه عن طريق الرقم الهاتف 070.42.35.94 ويقوم هو بعد ذلك بإعادة بيعها عن طريق "الفليكساج" لزبائنه، وفي المساء كان يأتي أخوه برفقة شريكه الذي لايزال في حالة فرار لأخذ المداخيل المالية اليومية نقدا. عبد القادر بوشريف