الإعاقة دافعي و التحدي سلاحي لتحقيق التألق الفني يواصل الممثل المسرحي صابر عياش رفع التحدي لمحاربة كل أشكال التهميش و إزاحة كل العراقيل التي يواجهها في مساره الفني الذي بدأه منذ 32 عاما، و يواصله بشغف، معتبرا إعاقته الحركية، أقوى دافع بالنسبة إليه، لتجسيد رسالته كفنان مجتهد و مبدع، يسعى للنجاح و التألق، و كذا زرع الأمل في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال أعماله الركحية، و من بينها مونولوغ «العساس» الذي سلط من خلاله الضوء، على آمال و آلام هذه الفئة، و نقاط الظل في يومياتها، و من المنتظر أن يقدمه اليوم السبت مجددا، بمناسبة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة بفندق «نوفوتيل» بقسنطينة. «ماكانش الريزو» آخر أعمالي المسرحية الكوميدية الممثل صابر عياش كشف في اتصال بالنصر، بأن «ماكانش الريزو»، هو آخر أعماله المسرحية، و قد كتب نصه و أخرجه بنفسه، و عرضه مساء الأربعاء الفارط في جيجل، تلبية لطلبات الجمهور، الذي صفق له كثيرا، مشيرا إلى أنه قدم العمل على شكل ثنائي مع الممثلة الكوميدية المعروفة عتيقة بلازمة، في قالب فكاهي خفيف، حيث يجسد من خلاله مشكلة إدارية و اجتماعية تصححها المحكمة، و تتعلق بالأخطاء التي تطال في بعض الحالات، سجلات الحالة المدنية، و ذلك من خلال قصة حب تجمع بين صابر و عتيقة، فيتفقان على تتويجها بالزواج و يحددان تاريخ دخول القفص الذهبي. عندما يتوجه صابر إلى البلدية لاستخراج شهادة الميلاد، استعدادا لإتمام عقد القران، يصاب بصدمة عنيفة، فالاسم المسجل «صابرينة» و ليس «صابر»، و الجنس أنثى و ليس ذكرا!!، مما يؤدي إلى إصابته بالإحباط، و تأزم علاقته بخطيبته، ليكتشف لاحقا أن كل ذلك مجرد كابوس يستيقظ منه مرعوبا. ابن حامة بوزيان الذي يبلغ حاليا 45 عاما، و أب لثلاثة أبناء، أوضح للنصر، بأن علاقته بالمسرح تمتد إلى طفولته عندما كان في ربيعه 12 ، من خلال المسرح المدرسي، و يعتبر انطلاقته الفنية المسرحية الحقيقية في سنة 1988 ، عندما صقل موهبته بالتكوين في المراكز الثقافية و دور الشباب و الاحتكاك بالأساتذة و الفنانين، كما خضع لتربص بالمسرح الجهوي لقسنطينة تحت إشراف الفنان عنتر هلال، و لم يلبث أن قدم حكايته مع الفن لاحقا، من خلال مونولوغ مباشر. جوائز عديدة رصعت مسار صابر سطع نجم صابر أكثر، كممثل من خلال مشاركاته الكثيرة في المهرجانات و التظاهرات المحلية و الوطنية، حيث افتك عديد الجوائز و الشهادات التقديرية، استهلها بجائزة أحسن ممثل في المهرجان الوطني للمونولوغ بباتنة سنة 1993 ، تلتها الجائزة الثانية في تظاهرة وطنية لإحياء ذكرى استشهاد ديدوش مراد سنة 1994 بولاية قسنطينة، و في السنة الموالية حصل على جائزة أحسن عرض في الأيام المسرحية مالك بوقرموح في بجاية، و غيرها، و في العام الفارط حصل على جائزة مغاربية كأحسن ممثل في مهرجان المسرح بتوزر التونسية. علما بأن صابر شارك أيضا في إحياء حفلات و في حصص تليفزيونية، على غرار «صباحيات « و «طوب اسكاتش» و مسلسلات مثل «عمار من الخدمة للدار» لمهدي عبد الحق و «المقاول» لمحمد الحبيب حريز ، و كذا السلسلة الثورية «طيور الفجر» لمهدي عبد الحق، و أحمد رياض وغيرها. و أشار المتحدث إلى أنه يستغل جيدا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور و فيديوهات لأعماله، لتوسيع دائرة متابعتها، كما أنه حريص على نشر أخباره و مشاريعه و متابعة آراء و تعليقات و ملاحظات جمهوره و أخذها بعين الاعتبار، لتطوير أدائه و الارتقاء بموهبته، خاصة و أنه حريص على كتابة نصوص مسرحياته، و يستلهم مواضيعها من صميم المجتمع و واقع ذوي الاحتياجات الخاصة. الإعاقة الحقيقية في الفكر و القدرة على الإبداع
الفنان يتمنى أن يتخذ ذوي الاحتياجات الخاصة من تجربته العبرة، فيرسمون أهدافهم و يضعونها نصب عيونهم و يصممون على تحقيقها، مشيرا إلى أنه يعتبر الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر و ليس إعاقة الجسم، و يتابع حاليا حصص إعادة التأهيل الوظيفي من أجل التخفيف قدر المستطاع من إعاقته الحركية التي يرى أنه تجاوزها و يركز حاليا، كما أكد، على إعادة الاعتبار لنفسه كفنان، يعتمد على الفن كمصدر رزق وحيد لإعالة زوجته و أبنائه، و كإنسان له كرامة و عزة نفس وحقوق، كما عبر، يرفض التهميش و تكسير عزيمته و نجاحه. و ذكر بنبرة حزن و حسرة، أنه تقدم إلى الديوان الوطني للمؤلف و الحقوق المجاورة بالعاصمة، لتسجيل نص عمله الأخير «ماكانش الريزو» الذي أكد بأنه تعب كثيرا في كتابته، فتمت الموافقة على تقديم الدعم المادي له، و لديه محضر ينص على منحه 60 مليون سنتيم ، لكن بعد فترة اكتشف أن الديوان تراجع عن ذلك، و فشلت كل محاولاته للاتصال بالمسؤولين للاستفسار، ما جعله ينشر فيديو لطرح قضيته العالقة، حظي ب 13 ألف مشاهدة في حسابه على موقع يوتيوب. المشكلة الثانية التي تؤرق صابر، كما قال لنا تتعلق بمسرحية «هرمنا» التي كتبها بنفسه و مثل فيها بمعية عتيقة بلازمة و حسان بو لخروف، و أخرجها الفنان عنتر هلال، و أجريت التدريبات و التحضيرات لها في فيفري2019، بالمسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة ، بموافقة مدير المسرح، على أساس أن يكون إنتاجها مشترك بين ذات الجهة، و جمعية المسرح البلدي، لكن المسؤول تراجع عن ذلك، ما جعل الفريق يعرض العمل في إقامة جامعية و في قاعة تابعة لبلدية حامة بوزيان.