التقى وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى بالرباط أمس السبت، في جلسة مباحثات، جمعته ب "روبيرت ميلر"، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، خلال الزيارة التي يؤديها الأخير للمملكة المغربية. وقد تناولت هذه المباحثات مختلف أوجه التعاون والمصالح المشتركة والتنسيق بين البلدين في مجال محاربة الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة. كما تطرقت مباحثات الطرفين إلى التوجه الأخير للجريمة، المرتبطة باستعمال تقنيات المعلومات، حيث اتفقا على تعزيز التعاون التقني بين مصالح البلدين، وخصوصا تعزيز قدرات الشرطة العلمية والتقنية، فضلا عن تأكيد الجانبين حرص بلادهما على تعزيز التعاون المشترك في مكافحة التهديدات الإرهابية، التي تأتى من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي. وتعد هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها مسؤول أمريكي بارز بمستوى روبيرت ميلر، منذ شهر فبراير لعام 2006 للملكة المغربية، والتي كان قد اقترح خلالها على السلطات الأمنية المغربية، تأسيس نظام عاجل لتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي لم يجد له الكثير من المتتبعين تفسيرا مقنعا، خاصة وأن مركز نشاطات تنظيم القاعدة في منطقة المغرب الإسلامي، كما يسمى، ليس في المملكة، بدليل العمليات الاستعراضية التي ما انفك يقوم هذا التنظيم من حين لآخر. وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه واشنطن من أجل إقناع شركائها في القارة السمراء بإنشاء قاعدة عسكرية موحدة (أفريكوم)، تعنى بشؤون محاربة تنامي النشاط الإرهابي ممثلا في منظمة القاعدة بزعامة المنشق السعودي أسامة بن لادن، على حد تعبير الطرف الأمريكي، في منطقة شمال إفريقيا ودول الساحل، تجسدت من خلال سلسلة من الزيارات، قادها عدد من المسئولين الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة لدول المغرب العربي، لبحث إمكانية إقامة هذه القاعدة، وهو المقترح الذي لم يلق رواجا وتجاوبا من قبل دول المنطقة وفي مقدمتها الجزائر، التي أعلنت رفضها المطلق لاستضافة قاعدة عسكرية أجنبية على أراضيها. وإذا كانت هذه الزيارة حسب السلطات المغربية، لها علاقة بالتهديدات التي تعرضت لها المصالح الأمريكية في المغرب، وكانت سببا مباشرا في اضطرار واشنطن آنذاك لاتخاذ قرار إغلاق قنصليتها بمدينة الدارالبيضاء المغربية، إلا أن بعض الأوساط المراقبة، ترى بأن هذه الزيارة من شأنها أن تزيد من وتيرة الشائعات، التي ترددت في وقت سابق، حول احتمال استضافة أراضي المملكة المغربية لمركز قيادة العمليات الإفريقية لمحاربة الإرهاب، حتى وإن حاولت بعض المصادر، التأكيد على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخلت عن فكرة مركز واحد لهذه القاعدة العسكرية، ولا سيما بعد أن أشارت تقارير إعلامية إلى أن مدينة طانطان في جنوب المملكة، تأوي عددا من الجنود الأمريكيين، قدموا على أنهم يقومون بخدمات إنسانية، على حد ما جاء في التبريرات الرسمية المغربية. محمد مسلم