أجمع مديرو ورؤساء المصالح بالمؤسسات الاستشفائية، على تدهور المنظومة الصحية، إذ ارجعوا أسباب ذلك إلى تقليص ميزانيات المستشفيات بنسبة 50% منذ سنة 2017، ناهيك عن قلة الكوادر الطبية وضعف الإمكانيات المادية الموجهة للتكفل بالمرضى من ناحية الغذاء والدواء. جاء هذا خلال أشغال اليوم الدراسي، حول جودة وسلامة التمريض داخل المستشفيات، الذي احتضنته مدينة سيدي بلعباس، ونظمته نقابة شبه الطبي، وتطرق خلاله المشاركون، إلى انعكاسات تقليص الميزانية، ومن ذلك فقر الوجبات، المقدمة على مستوى مختلف المؤسسات الاستشفائية، قائلين بأنه من غير المنطقي أن يتم توفير وجبة غذائية كاملة، للمريض بمبلغ 39 دج، وهو المبلغ الذي تخصصه الوزارة لوجبة المريض الواحد، منها 20 دج ثمن قارورة الماء المعدني يتبقى منها 19، المبلغ الذي لا يمكنه توفير سوى رغيف خبز واحد. بالمقابل، فإن تكلفة الوجبة الواحدة المخصصة، للنزيل في المؤسسات العقابية، تتراوح، حسب المتحدثين، بين 100 و120 دينار، الأمر الذي يدفع بمديري المؤسسات بالسماح لأقارب المرضى بجلب وجبات لنزلاء المستشفيات، متجاوزين بذلك تعليمات الوزارة، بمنع دخول أي طعام إلى المستشفى. وفنّد المشاركون، الفيديوهات التي تعرض طرق تعقيم مختلف الوسائل والمعدات الطبية، قائلين بان الطرق المعروضة تطبق في الدول المتقدمة فقط، بينما واقع الحال في مستشفياتنا مخالف لذلك تماما، نظرا للطريقة المعتمدة التي تقتصر فقط حسبهم على ماء الجافيل، وتقوم بها في الغالب عاملات النظافة، في غياب أعوان متخصصين، ورفض أعوان شبه الطبي تولي عملية التعقيم، بحجة أن هذه العملية ليست من اختصاصهم. واستغرب العديد من مديري المؤسسات العمومية الاستشفائية، تحميلهم مسؤولية تدهور الخدمات الصحية المقدمة على مستوى مصالحهم، قائلين بأنه من غير المعقول تقديم خدمة مهما كان نوعها، دون توفرهم على الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة.