عاش سكان حي 110 مسكن ببلدية سيدي براهيم في سيدي بلعباس، السبت، حالة استنفار قصوى، عقب تسرب أخبار تفيد باستقبال أحد السكان أخاه الهارب من الحجر الصحي بمركب الأندلسيات بوهران بعد دخوله إلى الجزائر منذ يومين عن طريق الباخرة القادمة من فرنسا، الأمر الذي دفع السكان إلى تعنيف المعني، وتخييره بين استدعاء عناصر الدرك أو طرد أخيه من المنزل، تفاديا لخطر انتشار فيروس كورونا. وحسب مصادر محلية، فإن شقيق الفار تقدم صبيحة السبت، من أحد سكان الحي، طالبا منه نقله إلى مدينة وهران مقابل مبلغ 5500 دج من أجل جلب أخيه الهارب من الحجر الصحي، الأمر الذي رفضه صاحب السيارة، وأخبر به بقية الجيران، الذين انتفضوا وانقسموا إلى مجموعات لحراسة مداخل الحي ليل نهار لضبط الهارب من الحجر إن حاول الدخول، سيما أن شقيقه تنقل فعلا إلى وهران لجلبه رغم اعتراض السكان. من جهة ثانية، لوحظت في مدينة سيدي بلعباس استجابة لتحذيرات ونصائح المصالح المختصة للوقاية من الوباء، لاسيما بعد تسجيل حالة إصابة مؤكدة لعامل بشركة الترامواي، ومن مظاهر الاستجابة، خلو شبه تام للمارة من الشوارع، مقابل هذا سجلت مظاهر استهتار واستهانة بالخطر في مناطق أخرى خارج المدينة، ومن ذلك امتلاء الساحات والمقاهي بالمواطنين، كما هو الحال في حي الجزيرة المعروف بالسواس، أين شهد نهار أمس، حفل زفاف كبير حضره العديد من المعازيم في غياب تام للمصالح المختصة، رغم تلقيها بلاغا بهذا الخصوص. وفي بلدية سيدي براهيم، لاحظت "الشروق"، السبت، مظاهر حياة عادية، فالمقاهي كانت تعج بالرواد، فيما كان حشد من المواطنين يتابع مباراة كروية في الملعب البلدي. وهي مظاهر تعكس انعدام الوعي، وهي نتاج عوامل عدة أبرزها غياب ممثلي المجتمع المدني والسلطات المختصة، التي لم تفعّل الإجراءات التي أعلنها رئيس الجمهورية. ويشار إلى أن حملات التحسيس لم تطل سوى مناطق بعينها، شأنها شأن عمليات التعقيم، مقابل استثناء الأحياء الشعبية الأعلى كثافة سكنية، وكذا البلديات النائية.