امتلأت أول أمس أغلبية المقاهي والمطاعم الشعبية بمدينة البويرة، ومن جهة أخرى سجلنا تزاحما غير مسبوق للسكارى أمام المخامر ومستودعات بيع المشروبات الكحولية بالجملة لاقتناء كميات كبيرة لتناولها خلال فترة الغلق غير المحددة، كما احتج أغلبيتهم بكون قرار الغلق مسّ حتى المخامر!! تشكلت طوال يوم أول الخميس إلى غايات ساعات متأخرة من الليل طوابير حلزونية وكبيرة أمام محلات بيع المشروبات الكحولية المتواجدة بعاصمة الولاية وبغيرها من المدن على غرار العجيبة المعروفة وطنيا بتواجد فيها عدة محلات تنشط بطريقة غير شرعية، حيث استغل السكارى وأغلبهم شباب ومنهم حتى الشيوخ اليوم الأخير من فتح الحانات ومحلات بيع الخمور بالجملة، استغلوا الساعات الأخيرة لفتحها من أجل اقتناء كميات كبيرة من مختلف أنواع الخمور المحلية منها والمستوردة بغرض تخزينها خلال فترة التوقف عن النشاط، كما ندد أغلبيتهم بقرارات السلطات كون قرار الغلق مس حتى المخامر، في وقت تم فيه إبقاء مختلف المتاجر الأخرى بما فيها محلات بيع المواد الغذائية والخضر مفتوحة، ما اعتبره زبائن المخامر بأن الغلق إجحافا في حقهم، ما تسبب في نفاد كميات كبيرة من السلعة خلال اليوم الأخير وهذا قبل دخول قرارات رئيس الجمهورية حيز التنفيذ لتفادي انتشار فيروس كورونا القاتل. من جهة أخرى سجلت الشروق أول أمس الخميس امتلاء أغلبية المقاهي والمطاعم الشعبية المتواجدة على وجه الخصوص بعاصمة الولاية، حيث تزاحم الزبائن على الطاولات لتناول آخر وجبة عائلية في المطعم وارتشاف فنجان قهوة أو الشاي بالمقاهي التي فضل أصحابها الاستمرار في العمل رغم خطورة تجمع الزبائن داخل المقاهي مهددين بذلك الصحة العمومية، ما يوحي أن التجار والمواطنين على حد سواء لم يأخذوا بعين الاعتبار الإرشادات الطبية التي قدمت لهم ما ينذر في حدوث كارثة حقيقية كما امتلأت حافلات نقل المسافرين عن آخرها. وعلى صعيد آخر فضل أغلبية الصيادلة بعاصمة الولاية تعليق على أبوابهم لافتات كبيرة يدعون خلالها المواطنين إلى "عدم الاقتراب منهم وعدم تقبيلهم وعدم مصافحتهم"، كما قام بعضهم بوضع حاجز أمام باب الصيدلية لمنع دخول الزبائن ما خلف حيرة كبيرة بين المواطنين والذين تعذر عليهم الوصول إلى الصيدلي وتسليم له الوصفة لاقتناء الدواء وهذا في انتظار ابتكار "الوصفة الطائرة" لتفادي احتكاك الصيدلي بالمريض!!. وعلى غرار كارثة الأربعاء الفارط حين استيقظ الشعب الجزائري في كامل ولايات الوطن على خبر الارتفاع الرهيب لكل أسعار الخضر والفواكه، أثمرت الزيارة الصباحية المفاجئة التي قام بها وزير التجارة إلى سوق الجملة للخضر والفواكه ببوفاريك، حيث هدد التجار بالضرب بيد من حديد إن استمروا في استغلال الوضعية برفع الأسعار كونهم تفاعلوا مع أخبار فيروس كورونا، لكن هؤلاء بعد يوم واحد فقط من نهبهم لجيوب المواطنين، تراجعوا أول أمس الخميس، وسجلنا ارتياحا كبيرا لدى المواطنين صبيحة الخميس، وهو ما سجلته "الشروق" بعدة نقاط ابيع خاصة بسوق الخضر والفواكه المتواجد بالقرب من المحطة البرية، حيث تم تسجيل توفر السلع مع تراجع أسعارها، وعلى سبيل الذكر تم عرض البطاطا الأربعاء الفارط ب 140 دج للكغ، لكن تراجع سعرها خلال اليومين الأخيرين إلى 40 دج، فيما فضل بعض التجار بيعها ب 33 دج للكلغ، وهو نفس الأمر بالنسبة للطماطم والتي ارتفع "كعبها" هي الأخرى ليوم واحد وتجاوزت 160 دج لكن عادت إلى سعرها الأصلي الذي لا يتعدى 70 دج للكغ. وبسبب توفر الإنتاج في هذا الوقت بالذات وقلة الطلب، حتمت الوضعية الاستثنائية أغلبية باعة اللحوم البيضاء إلى خفض أسعار الدجاج، عن طريق تخصيص عرض استثنائي الأول من نوعه منذ انتشار فيروس كورونا، وهذا عن طريق بيع "4 دجاجات " من الوزن المتوسط وهذا ب 1000 دج، وهو العرض "المغري" الذي استقطب أغلبية العائلات التي اقتنت كميات هامة بغرض تحضيره خلال هذه الفترة العسيرة واستعدادا لشهر رمضان الكريم. من جهة أخرى، سجلنا خلال اليومين الأخيرين ندرة كبيرة في مادتي السميد والفرينة، ما أسفر إقدام أصحاب محلات بيع السميد على غلق أبوابهم، وجعل العائلات تدخل في رحلات ماراطونية عبر البلديات بحثا عن كيس السميد، وعلى صعيد آخر، فضل رجل الأعمال اسعد ربراب تخفيض خلال نهاية الأسبوع أسعار اللحوم البيضاء والتي قام بعرضها بالمركز التجاري بالبويرة بمبلغ لا يتعدى 180 دج للكلغ الواحد، كما تعهد في بيان صادر عنه بتوفير كل أنواع السلع من دون رفع أسعارها، رغم أن أغلبية المواطنين يطالبونه بضرورة تخفيض أسعار المواد الغذائية على غرار ما قام به رجال الأعمال في الدول المتقدمة تضامنا مع مواطنيهم لمواكبة مأساة "كورونا".