في وقت تتفاقم فيه محنة الكورونا بولاية البليدة، حيث تحصي أكبر نسبة إصابة عبر الوطن، لا يزال العديد من المواطنين غير مكترثين بخطورة الوباء، الآخذ في التفشي، ما استدعى تدخل القوة العمومية، لتفريق التجمعات وغلق الساحات العمومية والأسواق. وكانت مصالح الأمن باختلاف أجهزتها، وبالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، قد أطلقت نداءات ليلة الأحد عبر مكبرات الصوت، ب25 بلدية في إقليم ولاية البليدة، من أجل حث المواطنين على الدخول إلى منازلهم، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، تفاديا لانتشار فيروس كورونا. لكن سرعان ما عادت الحركية في صبيحة اليوم الموالي. ما استدعى تدخل مصالح الأمن في عديد الشوارع والمدن، للحد من حركة المواطنين عبر الطرقات والأسواق. على غرار ما حدث بسوق الخضر والفواكه بالعفرون غرب الولاية، حيث تم منع نصب الطاولات الفوضوية بالسوق البلدي. في حين تم اقتلاع الكراسي وغلق الساحة العمومية، لمنع التجمعات فيها. وتتوقع مصادر طبية ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 بالمنطقة، حيث تأكدت إصابة خامسة بحي بني مويمن، فضلا عن الحالات المشتبه فيها التي تنتظر الخضوع للتحاليل. من جهتهم، أطلق أئمة المساجد دعوات عبر المآذن، لحث السكان على التقيد بإجراءات الوقاية والمكوث في المنازل. وكشفت مصادر طبية للشروق ، أن ما يقارب 100 حالة استقبلتها مصلحة الاستعجالات، على مستوى مستشفى فابور للأمراض الصدرية من منتصف ليلة الأحد إلى غاية ساعات الصباح، تعاني من أعراض حادة في الجهاز التنفسي. 50 منها يشتبه في كونها مصابة بالفيروس. وأطلق أطباء نداءاتهم للمواطنين، عبر ولاية البليدة من أجل التزام بيوتهم وعدم الاستهتار مع فيروس قاتل. غير أن حملات التوعية لم تجد صدى واسعا، في ظل استمرار الطوابير عبر نقاط توزيع مادة الحليب والمخابز والمتاجر، فضلا عن رفض مجموعات من فئات عمرية مختلفة، الالتحاق بمنازلهم. مفضلين تجاذب أطراف الحديث بالطرقات. وأشار مواطنون إلى أنه رغم خطورة الوضع، وانتقال البلاد إلى المستوى الثالث من تفشي وباء كورونا، إلا أن عديد العائلات ارتأت عدم تأجيل تواريخ الأعراس التي حددتها سابقا. وقرار إغلاق قاعات الأفراح، جعلها تقرر إقامة حفلات الزفاف بمنازلها، وما إلى ذلك من تجمعات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، داعين السلطات الأمنية للتدخل تفاديا لوقوع الأسوأ وانتشار فيروس كورونا.