ونحن في رحم المعاناة من تفشي فيروس كورونا القاتل، ووسط زحمة الأخبار السيئة التي تتهاطل بغزارة من كل حدب وصوب، تظهر بعض دلائل الطمأنينة وبشائر الرحمة، وهذا لا يعني الاستخفاف بخطورة الوباء وترك الحجر الصحي أو تناول الأدوية من دون مراجعة الأطباء، وإنما يعطي بصيص أمل في قهر المحنة التي ألمت بالبشرية جمعاء.. من هنا وهناك جمعنا الأخبار الجيدة التي طالعنا بها الخبراء والأخصائيون مؤخرا بعد تجارب مخبرية وسريرية ودراسات علمية، وهي كالآتي: بحسب تقدير الأطباء فإن 99% من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا سيتعافون، وبعض الناس حتى لن تتطور لديهم أعراض. بالرغم من وفاة الآلاف من الأشخاص، فإن معدل الوفيات الإجمالي يبلغ حوالي 1% أو ربما أقل، وهو أقل بكثير من نسبة الوفيات لدى مصابي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" الذي كان حوالي 11%، أو الإيبولا 90%. ومع أن نسب الوفيات تختلف من فئة لأخرى فهي في المحصلة حوالي 1%. فمثلا وفقا لبيانات وزارة الصحة الإسبانية فإن احتمالات الوفاة بين مرضى كورونا الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاما هي 5%، وتنخفض إلى 2.16% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ستين إلى تسعة وستين عاما، وإلى 0.3% فقط في شريحة الأربعينيات. الأطفال يصابون بالعدوى بشكل أقل ويصابون بالمرض بشكل أخف، وبالنسبة للبالغين فالعالم يدرك تماما خطورة الوضع، ولذلك فالدول والحكومات تتحرك بشكل جدي وحازم لمحاربة الوباء. العلماء توصلوا إلى كيفية اختراق فيروس كورونا للخلايا البشرية، مما سيساعد بشكل كبير في تطوير العلاجات. دول العالم تتسابق بشكل ملحوظ للوصول إلى لقاح فعال للقضاء على الفيروس نهائيا، وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قد أعلن الأربعاء الماضي عما وصفه بتجربة تضامن، وهي دراسة بمشاركة عدة دول لتحليل علاجات غير مجربة من أجل تسريع البحث عن العلاجات والأدوية المحتملة لفيروس كورونا، وقال "تم تصميم هذه الدراسة الدولية الكبيرة لتوليد البيانات القوية التي نحتاجها لمعرفة العلاجات الأكثر فعالية". وفقا للباحث أرتورو كاساديفال في جامعة جونز هوبكنز فيمكن أخذ الأجسام المضادة من مرضى فيروس كورونا واستخدامها في حماية الأشخاص المعرضين للخطر. يعمل باحثون أستراليون على اختبار عقارين لفيروس كورونا، منهم البروفيسورة كاثرين كيدزيرسكا. ويقولون إنهم حددوا كيف يحارب جهاز المناعة في الجسم فيروس كورونا. ونشر البحث في دورية نيتشر ميديسين. أظهر عقار ياباني نجاحا كبيرا كعلاج فعال لكورونا، واسمه فافيبيرافير favipiravir، بعد اختباره في تجارب سريرية في ووهان وشنتشن في الصين. قال فرانتس فارنر هاس رئيس شركة كورفاك الألمانية بالإنابة، إن عشرات الآلاف من المصابين بفيروس كورونا من الممكن أن يحصلوا على لقاح الخريف القادم، مضيفا أنه بعد "التقدم الذي أحرزه علماء الشركة فإن التجارب السريرية لهذا اللقاح ستنطلق الصيف القادم"، مضيفا أن لدى شركته قدرة إنتاجية ما بين مئتي مليون إلى أربعمئة مليون جرعة لقاح لفيروس كورونا في العام الواحد. تختبر الصين خمسة خيارات للقاحات مختلفة ضد فيروس كورونا، وتقول إنه يمكن أن يكون لديها لقاح جاهز بحلول أفريل. في ألمانيا يخطط معهد الطب الاستوائي لاستخدام عقار الكلوروكين -المضاد للملاريا- في تجارب على البشر. وقال مدير المعهد بيتر كريمزنر في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الكلوروكين يبدو أنه يعمل ضد فيروس كورونا المستجد. وأضاف كريمزنر أنه تم علاج عدد كبير من مرضى كوفيد-19 بالكلوروكين في الصين وإيطاليا. كثيرون حول العالم يعتقدون أن ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف المقبل، يمكن أن يساعد في كبح انتشار فيروس كورونا المستجد، أو ربما يقضي على موجة الوباء بشكل نهائي، ورغم ظهور تقديرات متباينة بهذا الشأن، فإنه لا توجد إجابة قاطعة حتى الآن على سؤال ما إذا كانت حرارة الصيف ستقضي على الوباء، حسبما يقول باحثون. ويسعى علماء في جامعة يوتا الأميركية إلى اختبار عينات من فيروس كورونا تحت درجات حرارة متباينة، وفق موقع "سيانس لايف" العلمي. وقد تساعد هذه الاختبارات مسؤولي الصحة العامة في التعرف على كيفية تفاعل الفيروس مع التغيرات في درجة الحرارة. وكالات