أحدثت العاصفة الجوية المرفوقة بالأمطار التي اجتاحت ولايات الوطن على مدار 48 ساعة الماضية خسائر بشرية ومادية معتبرة نظرا لسرعة الرياح التي فاقت 120 كلم في الساعة، حيث تسببت هذه الأخيرة في تشرد عائلات بولايتي عين الدفلى و المدية نتيجة تسرب الأمطار لمنازلها، وسقوط الأعمدة و الكوابل الكهربائية خاصة بالجزائر العاصمة. كما تضررت بعض أسقف البنايات، وانهارت جزئيا بعض البنايات ، الى جانب هذا فقد اقتلعت الرياح القوية عدد معتبر من الأشجار بمختلف المدن الشمالية للوطن. فبولاية البليدة أصيب ليلة أول أمس شخص بجروح خطيرة على إثر إنهيار جزئي لمسكنه الكائن بحي دورات بقلب الولاية ، حسب ما أكده لنا رئيس مصلحة بالمديرية العامة للحماية المدنية، و أدت الرياح القوية الى سقوط عمودين للإنارة العمومية ببلدية بوعرفة بنفس الولاية. كما أصيب صبي آخر بجروح متفاوتة على إثر سقوط شجرة في حي باب الأقواس بولاية المدية، كما تسببت الأمطار الغزيرة في تضرر العديد من البنايات بسبب تسرب المياه داخل المنازل، في كل من أحياء عين الكبير، بوزيان، رقية، طحطوح وراس الكحلوش، مما استدعى تدخل الحماية المدينة من اجل تقديم يد العون للعائلات المتضررة . نفس الأجواء من الرياح القوية و الأمطار عاشتها على مدار ليلة أول أمس ولاية عين الدفلى إذ خلفت تشرد 13 عائلة أخرى نظرا لتسرب المياه داخل سكناتها. على صعيد آخر تسببت الرياح القوية في انقطاع التيار الكهربائي في عدد من بلديات ولاية بومرداس ، بسبب انقطاع الكوابل الكهربائية في كل من بلديات بومرداس ، خميس الخشنة وبرج منايل . وقد أكد ممثل المديرية العامة استقرار الأوضاع وعودة الأجواء الى حالها ابتداء من الساعة الثالثة صباحا من ليلة أول أمس. هلع بالعاصمة بفعل العاصفة: الحماية المدنية تتدخل في 48 موقعا عاش سكان العاصمة أول أمس حالة هلع بسبب العاصفة الجوية التي لم يتعود عليها العاصميون في عز الصيف حيث ذكرت بعض السكان تلك الأجواء بزلزال 2003 نتيجة لسرعة الرياح وتطاير الغبار في كل الأجواء، وسقوط الأعمدة الكهربائية و الأسقف الهشة لبعض البنايات، وزاد الهلع أكثر فور انقطاع التيار الكهربائي من فترات لأخرى خاصة بالبلديات الشرقية العاصمة. فاستنادا لما صرح به رئيس خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية للعاصمة سفيان بختي ، فقد سجلت هذه الأخيرة 48 تدخلا، بمختلف بلديات العاصمة بدءا من الجهة الشرقية في كل من بلديات الرغاية ، الحراش، القصبة، بولوغين، عين بنيان، بوزريعة وصولا الى حدود بلدية زرالدة غربا.وقد كان سقوط الأشجار من أكبر مخلفات الرياح القوية حسب السيد بختي، الى جانب سقوط الأعمدة الكهربائية في كل من الرغاية شط ، وببلدية الجزائر الوسطى سقط عمود كهربائي على حافة أدراج حي الديبيسي ، وعمود آخر على وشك السقوط ، ورغم استنجاد السكان بمؤسسة الإنارة العمومية فقد صرح أحدهم في اتصال "بالشروق اليومي" أنه لا أحد تدخل لإصلاح الخلل وإبعاد الخطر . وأتلفت الرياح أيضا محطة توليد الكهرباء بشارع حسيبة بن بوعلي محمد بلوزداد، كما لم تسلم اللوحات الإشهارية من سرعة الرياح التي أقلعت بعضها وأمالت أخرى. سليمة حمادي