تشهد العديد من ملحقات بلدية سيدي بلعباس، حالة فوضى وازدحام شديدين نتيجة تدافع العديد من المواطنين، الراغبين في تسجيل أنفسهم ضمن قوائم المستفيدين من منحة المليون سنتيم، التي أقرها رئيس الجمهورية كدعم للعائلات المعوزة ما تسبب في حدوث شجارات وإغماءات بين المواطنين، الضاربين للإجراءات الاحترازية من انتشار فيروس كورونا عرض الحائط. زحام، شجارات وطوابير طويلة مشاهد تتكرر يوميا أمام ملحقات بلدية سيدي بلعباس منذ إعلان الرئيس عن توزيع منحة المليون سنتيم لفائدة جميع العائلات المنعدم أو المتوقف دخلها بفعل جائحة كورونا. حيث وجدت مصالح البلدية، التي غادرها نصف عمالها، نفسها أمام ضغط كبير من قبل المواطنين الذين يتوافدون بكثرة على مصالحها من أجل التسجيل للظفر بهذه المنحة، دون مراعاتهم لاحتياطات السلامة والوقاية من الإصابة بفيروس كورونا رغم دعوات الجهات المعنية لأخذ الحيطة والحذر، ففي ذات السياق، صرح السيد موسى الذي يعمل كسائق سيارة أجرة بأنه لا يهتم بالإصابة بهذا الفيروس من خلال احتكاكه الكبير والمباشر، مع العديد من المواطنين قدر اهتمامه بالحصول على مبلغ الإعانة، للإنفاق على أبنائه الثلاثة، الذين يتقتاتون من معونة الجيران، منذ بداية تطبيق الحجر الصحي وتوقفه عن العمل. وقال إنه استنفد جميع أمواله المدخرة، ما حال دون تمكنه من تغطية حتى المصاريف الأساسية لأطفاله الصغار. وهو نفس ما ذهب إليه من تحدثوا إلينا، من الأشخاص الذين وجدناهم يتدافعون ويتزاحمون في سبيل التسجيل في هذه القوائم بعدما تمكن منهم الفقر، في ظل شح المساعدات التضامنية التي اقتصرت على فئة معينة. ففي ذات الصدد صرحت السيدة نجاة، بأنها قصدت أكثر من مرة العديد من الجمعيات وطرقت أبواب المنظمات والهيئات، رفقة جيرانها القاطنين بعمارة أحمد زبانة من أجل طلب يد العون والمساعدة بمدهم بالمواد الأساسية الغذائية دون جدوى، قائلة إنها تأمل في الاستفادة من هذه المنحة قبل بداية الشهر الفضيل حتى تصومه بكرامة. وقبل إنهاء جولتنا التي قادتنا إلى ملحقة البلدية بحي سيدي الجيلالي، تقربنا من العامل الوحيد المتواجد على مستواها الذي اشتكى بدوره من انعدام الإمكانيات البشرية، لإتمام هذه العملية في ظل الضبابية التي تشوب وضعية المتقدمين من الاستفادة، ومدى أحقيتهم في المنحة. وكشف الموظف أن عديد العائلات المرتاحة ماديا، قدمت ملفات للاستفادة، من بينهم أشخاص يقضون عطلهم خارج البلاد، لكنهم اليوم يزاحمون الفقراء على هذه المنحة، في غياب نصوص تضبط شروط الاستفادة من هذه المنحة، الأمر الذي ساهم في حالة الفوضى التي تعيشها البلدية بملحقاتها، على حد تعبير المتحدث ذاته الذي طرح إشكالية دراسة وتحيين مختلف الملفات التي استقبلتها الملحقة، منذ بداية التسجيلات التي تجاوزت ال4000 ملف في غياب الإمكانيات المادية والبشرية، مما قد يتسبب في حرمان العائلات التي هي في أمس الحاجة للإعانة.