توصلت مصالح الأمن خلال تحرياتها حول قارب الحراقة الذين عثر عليهم في عرض البحر، وهم بصدد الهجرة السرية إلى اسبانيا، بلغ عددهم 18 شخصا من بينهم أطفال قصر ونساء ورضع ينحدرون من ولايات الجلفة، بجاية، البليدة، وهران، وقعوا في فخ شبكة احترفت تجارة تهريب البشر تقودها امرأة مطلقة برفقة ابنها، وبتخطيط من شخص آخر يلقب ب"كمال البوطي"، الأخير حدد مبلغ ثلاثين مليون سنتيم عن كل فرد راغب في عبور مياه البحر نحو ضفة الأحلام، قبل ان تتولى مصالح القوات البحرية إجلاءهم وإغاثتهم بعد نفاد المؤونة والبنزين. تفاصيل القضية التي تتواجد على طاولة محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة بعد الفصل فيها من قبل محكمة الدار البيضاء مؤخرا، انطلقت من بلاغ تلقته المحطة البحرية بالجزائر تضمن معلومات حول عثور باخرة نقل المحروقات على قارب به 18 مهاجرا غير شرعي، من بينهم ثلاثة قصر تائهون في عرض البحر على بعد 40 ميلا، ليتدخل أمن السواحل التابع للقوات البحرية لبني حواء ولاية الشلف، فور تلقي البلاغ لإجلائهم بعد ما أنهكهم الخوف والتعب من موت محقق على متن القارب الذي أضاع قائده الطريق، بعد أربعة أيام من انطلاقه وظل يجول في عرض البحر دون ان يعرف وجهته إلى أن نفدت المؤونة وتسرب الماء إلى الداخل، وأصبح الغرق والموت لا مفر منهما، ولحسن حظهم قامت باخرة نقل المحروقات بالاستنجاد بأمن السواحل التي أجلت المهاجرين وفتحت تحقيقات واسعة. وبعد سماع أقوال الناجين في محضر رسمي من قبل مصالح الأمن، أكدت سيدة تدعى "ب،ف" أنها كانت بصدد الهجرة رفقة زوجها وأبنائها الثلاثة من بينهم رضيع، وكشفت عن تسليمها مبلغ ثلاثين مليون سنتيم لسيدة تدعى "ب،وسيلة"،لأخيرة اتضح أنها تعمل في مجال الهجرة غير الشرعية برفقة ابنها "ح،م"، كما تبين من خلال التحقيق ان المتهم "ح،م" اتفق مع شخص آخر لقيادة القارب مقابل 20 مليون سنتيم، والذي تولى التخطيط ل"رحلة الموت"، وهو ما تراجع عنه لاحقا وصرح ان منظم الرحلة هو "كمال البوطي"، الذي التقى به داخل ملهى ليلي بولاية بجاية، وطلب منه تحضير الرحلة نحو اسبانيا وكلفه بإحضار الراغبين في الهجرة وتحديد قيمة المبلغ مقابل ذلك، وهو ما تم تنفيذه بعد أيام من الاتفاق.