أشادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها الخميس، بقرار ترشيح السيناتور جون كيرى، لتولى منصب وزير الخارجية فى الولاياتالمتحدة، فى الفترة الثانية للرئيس الأمريكى باراك أوباما، والتى ستبدأ الشهر المقبل. وأشارت فى سياق الافتتاحية، إلى أن كيرى هو من دفع أوباما تجاه اثنين من أهم القرارات التى اتخذها فى فترته الأولى، وهما التدخل فى ليبيا وتأييد رحيل حسنى مبارك عن الرئاسة فى مصر. وتقول الصحيفة: إن أوباما فى ترشيحه لكيرى قال: إن حياة السيناتور المخضرم كلها قد أعدته لهذا المنصب، وكيرى كان محاربا مخضرما فى فيتنام، وناشطا فى الشئون الخارجية منذ انتخابه فى مجلس الشيوخ عام 1985، وهم أبرز دعاة القيادة الأمريكية، ولذلك كون علاقات شخصية مع عدد من كبار السياسيين فى العشرات من الدول، وحتى محاولته الفاشلة فى الوصول إلى البيت الأبيض عام 2004، قد زودته بخبرة فى إدارة مؤسسة كبيرة والتحديات اليومية التى تواجهها. والأكثر أهمية، تتابع الصحيفة أن كيرى قد عمل بالفعل كممثل لأوباما فى فترته الأولى، فسافر إلى أفغانستان ومصر وباكستان والسودان لتحقيق الأهداف الأمريكية، وقام بتوصيل رسائل عبر القنوات الخلفية وساعد فى التوصل على اتفاقيات، ولاسيما فى أفغانستان. وباعتباره مؤمنا بنظرية الرئيس الأمريكى الأسبق بل كلينتون، التى ترى أن الولاياتالمتحدة أمة لا بديل لها، فقد دفع كير أوباما، الأكثر حذر لاتخاذ اثنين من أهم قراراته، وهما التدخل فى ليبيا، وتأييد رحيل الرئيس السابق حسنى مبارك عن الحكم. وإذا تولى كيرى وزارة الخارجية، فإنه سيجد نفسه على الأغلب ينفذ سياسات يتم صياغتها فى البيت الأبيض، وليس سياسات تعبر عن رؤيته، فالسيناتور معروف باقتناعه بأن الولاياتالمتحدة يجب أن تفعل المزيد للتوصل على اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن هذا الهدف النبيل يبدو بعيدا أكثر مما سبق مع هيمنة المتشددين فى كلا الجانبين، ومن الأفضل لوزير الخارجية القادم التركيز على محاولة تحديد اتجاه الشرق الأوسط العربى المضطرب، بدءا من سوريا، خاصة وأن القيادة الأمريكية تفتقر لها بشكل كبير. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: إن تأكيد ترشيح كيرى فى الكونجرس سيكون إنجازا نادرا لمرشح رئاسى خاسر، متوقعة أن يخدم كيرى الولاياتالمتحدة بشكل جيد.