أكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الأربعاء، عدم التراجع عن تحقيق العدالة والقصاص في جريمة فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم قبل عام. جاء ذلك في خطاب متلفز بثه التلفزيون الرسمي السوداني، تزامناً مع الذكرى الأولى لفض اعتصام طالب الجيش آنذاك بتسليم السلطة للمدنيين، إثر الإطاحة بالرئيس عمر البشير. وقال حمدوك: "أؤكد لكم جميعاً أن تحقيق العدالة الشاملة والقصاص لأرواح شهدائنا الأبطال في جريمة فض الاعتصام خطوة لا مناص منها ولا تراجع عنها، فهي ضرورية لبناء سودان العدالة". وتعهد بإجراء محاكمات علنية للمتهمين، قائلاً: "الدم السوداني غال ولا بد من الكشف عن المجرمين وراء فض الاعتصام ومحاسبتهم. إننا في انتظار اكتمال تقرير لجنة التحقيق المستقلة". وأوضح: "معركة ترسيخ الديمقراطية في السودان هي الوفاء الحقيقي لدماء الشهداء، نحن قادرون على تجاوز كل التحديات التي تواجهنا في كل المجالات". واستشهد حمدوك بتجارب دول طويت صفحات دامية في تاريخها عبر العدالة الانتقالية والمصالحة أبرزها جنوب إفريقيا والأرجنتين والبرازيل. واستدرك: "لكن هذه الخطوات لا تبدأ إلا بالكشف عن الحقيقة الكاملة ومحاسبة المجرمين من أجل الوصول إلى المصالحة الوطنية". الثالث من يونيو يوم حزين جداً للشعب السوداني اجمع. التحية والاجلال والتعزية، لأسر الشهداء والجرحى، تحقيق العدالة والقصاص خطوة لا مناص ولا تراجع عنها. ويظل الوفاء الحقيقي لدماء الشهداء ترسيخ الديمقراطية والدفع بقاطرة التنمية والاعتصام بحبل الوحدة الذي جمعنا في مرحلة الحراك الثوري. pic.twitter.com/EoPA8u0dSy — Abdalla Hamdok (@SudanPMHamdok) June 3, 2020 وفي 3 جوان 2019، فض مسلحون يرتدون زياً عسكرياً اعتصاماً للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أفريل من العام ذاته. وأسفرت عملية الفض عن مقتل 66 شخصاً، حسب وزارة الصحة، فيما قدرت "قوى إعلان الحرية والتغيير" التي قادت الحراك الشعبي آنذاك، عدد الضحايا ب128 قتيلاً. وحمّلت قوى التغيير، المجلس العسكري الذي كان يتولى السلطة حينها، مسؤولية فض الاعتصام، فيما قال المجلس إنه لم يصدر أمراً بالفض. وفي سبتمبر 2019، أصدر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قراراً بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في أحداث فض الاعتصام. وفي 21 أوت 2019، بدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 39 شهراً، تنتهي بإجراء انتخابات يتقاسم خلالها السلطة كل من المجلس العسكري (المنحل)، وقوى إعلان الحرية والتغيير. في ذكرى فض الاعتصام.. محتجون سودانيون يطالبون بالعدالة رافعين أعلام البلاد ومغلقين طرقات في الخرطوم بإشعال إطارات سيارات ومرددين هتافات تطالب بالقصاص وتحقيق العدالة، وفق مراسل الأناضولhttps://t.co/k8JN5573Q9 pic.twitter.com/y2Pxb9uaW6 — ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) June 3, 2020