كشفت مصالح الأمن لولاية المسيلة، عن واحدة من أكبر العمليات التي نفذتها ضد ما أسمته بشبكات التهريب والتزوير واستعمال المزور، لعملية تمت في منتصف الشهر الجاري وبدأت خيوطها من ولاية بشار ولا تزال تداعيات التحقيق فيها متواصلة إلى غاية اليوم. ويقول بشأنها محافظ الشرطة المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للأمن الوطني، إنها تأتي استكمالا لما توصلت إليه مصالح الأمن بولاية بشار في 11 جولية الجاري. المتحدث أشار إلى أن أمن ولاية المسيلة وفور إمساكه بالقضية، تمكن من حجز عربات للشحن "مقطورة" وجرارات طريق "شاحنات"، وصل مجموعها إلى 11 آلية، إضافة إلى مقطورة من الحجم الكبير خاصة بحمل المواد السائلة "كالبنزين" لكنها استغلت بطرق وتقنيات معينة في تهريب البضائع كالسجائر، ناهيك عن 12 ختما جافا ومقلدا ووثائق مزورة. المتحدث أوضح، في ذات السياق، أن العملية تجري ضمن تحقيق مفتوح، يتعلق بالتزوير واستعمال المزور لوثائق شاحنات ضد شخصين الأول عمره 40 سنة والثاني 32 سنة يقطنان بولاية المسيلة، حيث وبعد إخطار النيابة العامة واتخاذ الإجراءات القانونية، قامت مصالح الأمن بتفتيش المسكن العائلي للشخصين المذكورين سلفا وذلك يوم 14 / 07 / 2007، أين تم من خلاله حجز 4 جرارات طريق من نوع "رونو" وصهريج معد ومهيأ مسبقا لعملية التهريب. وفي سياق الإجراءات الميدانية، خضع منزل شخص ثالث "س. ب" يبلغ من العمر 34 سنة إلى التفتيش، أين عثرت المصالح المعنية بالقضية على 12 ختما حافا وملقدا يحمل تسميات إدارات عمومية وهيئات رسمية وكميات من الوثائق المزورة والمستنسخة عن طريق جهاز سكانير، خاصة بمختلف الإدارات والهيئات العمومية التي تستعمل، يضيف المعني، مع الأختام المقلدة قصد تسهيل حركة التنقل أثناء القيام بعمليات التهريب. وفي إشارة منه إلى تواصل التحقيقات الميدانية، كشف المكلف بالإعلام أن عمليات التفتيش شملت منزل المدعو "ت.أ.ع" 30 سنة، أين تم حجز مركبة تتمثل في سيارة من نوع "بيجو 406" وجرار طريق من نوع "رونو" ومقطورة ومجموعة وثائق مختلفة، وتبعا لذلك، يجري حاليا إخضاع جميع المقطورات والمركبات للخبرة التقنية وفتح تحقيقات بشأنها قصد التأكد من سلامتها ومطابقتها. أما الأشخاص الذين أوقفوا فقد شكل ضدهم ملف قضائي بموضوع التزوير واستعمال المزور في وثائق ومحررات إدارية رسمية وذلك عن طريق الاستنساخ، إضافة إلى صنع وتقليد أختام الدولة وأختام إدارية. وحسب ذات المصادر، فإن المدعو "س.ب" قدم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة المسيلة يوم 17 / 07 / 2007 الذي استمع إليه، ثم أمر بوضعه الحبس الاحتياطي في انتظار مثوله أمام العدالة، لتبقى عملية التحقيق متواصلة مع بقية العناصر. المصالح الممسكة بملف القضية لم تفوت الفرصة دون أن تشير إلى أن هذه العملية نفذت ضد شبكات التهريب المختصة، التي وصفت بأنها عابرة للحدود ولا يستبعد تلقيها الدعم والإسناد من مجموعات أجنبية هدفها الترويج للسلع المهربة، ناهيك عن نشاطها المتمثل في التزوير واستعمال المزور باستخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة. الطيب بوداود