يستعد الباحث الأكاديمي الشاب زكرياء بوشارب لإصدار كتاب جديد بعنوان "فحولة السارد الأنثى"، وهي دراسة أكاديمية بنظرة نقدية وتحليلية تخص بعض أعمال وإبداعات الأديبة الراحلة زليخة السعودي، وفي مقدمة ذلك الاشتغال على قصة ابتسامة العمر"، حيث سيصدر هذا العمر عن دار خيال للنشر والترجمة. يؤكد الأستاذ زكرياء بوشارب في حديثه ل"الشروق" بأن هذا العمل هو دراسة أكاديمية وفق رؤية نقدية جديدة في تطبيق مناهج النقد الحداثي، حيث اتخذ مدونتها الأساسية من قصة "ابتسامة العمر" للأديبة الأوراسية الراحلة زليخا السعودي (1943-1972)، وحسب محدثنا فتكمن قيمة الكتاب في محاولة بعث رائدة الكتابة النسوية في الجزائر، أديبة ماسكولا الأولى، من مرقدها، والبث فيها من الروح النقدية المعاصرة حياة جديدة، مضيفا أن هذه الدراسة التكريمية تندرج ضمن سلسلة جهود سابقة للنهوض بأدب زليخا السعودي؛ كجهود الراحل الدكتور أحمد شريبط الذي جمع آثارها في كتاب، أو كجهود الأكاديميين عبد الحميد ختالة وباديس فوغالي في دراسة قصصها. وقال الأستاذ زكرياء بوشاب في سياق حديثه "يظهر كتاب "فحولة السارد الأنثى" للوجود الأدبي كثمرة دانية القطوف، أنتجتها توصيات ملتقى الأديبة المتجدِّد سنوياً في مدينة خنشلة، تحت إشراف وتنظيم ورئاسة الأديب الإعلامي الشاذلي كليل، وقد كان له الفضل الكبير في إبراز العديد من المواهب الأدبية المغمورة، فأنار لهم دروب الإبداع.. ". فيما تأتي مقدمة الكتاب بقلم الناقد الجزائري البروفيسور يوسف وغليسي، وحسب محدثنا فتعدُّ كلمة الناقد يوسف وغليسي بمثابة شهادة رسمية لإضفاء المصداقية والمشروعية والمعقولية، وتأكيداً على القيمة المعرفية، حيث سيصدر الكتاب قريبا، فيما يربو عن الثلاثمائة صفحة، عن دار خيال للنشر والترجمة، الجزائر. ومعلوم أن الأديبة الراحلة زليخا السعودي تعد من مواليد 20 ديسمبر 1943 بمنطقة مقادة بولاية خنشلة، دخلت الكتّاب سنة 1947، وحفظت نصف القرآن الكريم، ثم انتسبت عام 1949 إلى مدرسة الإصلاح التي كان يديرها عمها الشيخ أحمد السعودي إلى غاية عام 1956 تاريخ حصولها على الشهادة الابتدائية، واصلت دراستها بالمراسلة لتتحصل على شهادة الأهلية عام 1963، ما أهلها للالتحاق بسلك التعليم، ثم انتقلت إلى الجزائر العاصمة للالتحاق بالإذاعة الوطنية بعد نجاحها في مسابقة إذاعية. وقد تركت الفقيدة (توفيت يوم 22 نوفمبر 1972) وراءها رصيدا من الأعمال الأدبية في مختلف المجالات كالقصة القصيرة والمسرح والمقال إما مخطوطة أو منشورة في المجلات والجرائد الوطنية، علما أن الراحلة زليخا السعودي كانت توقع كتاباتها بأسماء مستعارة مثل "أمل" أو "آمال"، كما عرف عنها مراسلاتها العديدة لبعض الأدباء الجزائريين. وكان الأستاذ شريبط أحمد شريبط من جامعة عنابة قد جمع آثارها وأصدرها اتحاد الكتاب الجزائريين عام 2001، كما حظيت بدراسة أعمالها القصصية من طرف عدة باحثين أكاديميين مثل باديس فوغالي وعبد الحميد ختالة.