اهتزت، صباح الجمعة، الأرض، بولاية ميلة، للمرة الثانية، خلال 3 أسابيع، حيث عاش سكان عاصمة الولاية ميلة، ومناطق حمالة، القرارم قوقة، الشيقارة، أحمد راشدي، وادي النجاء، زغاية وسكان الجهة الشمالية، حالة من الرعب والخوف بعدما ضربت المنطقة هزة أرضية شدتها 4.9 على سلم ريشتر، وهو ما كشف عنه مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء بالجزائر العاصمة. وقد حدد مركز الهزة ب2 كلم جنوب شرق بلدية حمالة وبالضبط بالمنطقة المسماة النشم الواقعة ببلدية حمالة، ولحسن الحظ، فإنه لم تسجل أي خسائر أو ضحايا لهذه الهزة التي تعتبر الأقوى، وقد تلتها هزات ارتدادية أخرى في حدود الساعة منتصف النهار و15 دقيقة بلغت شدتها 4.5 درجة على سلم ريشتر وحدد مركزها ب3 كلم جنوب بلدية حمالة، الأمر الذي تسبب في انهيار مسكن وزاد من فزع سكان الولاية وأخرجهم إلى الشارع منذ الصباح، وتم إجلاء عشرات الأشخاص، خصوصا النساء والأطفال إلى المصالح الطبية بعد تعرضهم للإغماء بسبب الخوف، الذي امتد إلى أربع ولايات شرقية، أحس سكانها بالهزة، وهي قسنطينة وجيجل وسكيكدة وأم البواقي. كما تعرضت العشرات من العمارات والمساكن بعاصمة الولاية وخاصة بحي الخربة وميلة القديمة وبلدية القرارم قوقة وسيدي مروان وحمالة وزغاية ووادي النجاء ووادي العثمانية لتشققات وتصدعات كبيرة، فيما سجل انهيار بناية من 5 طوابق وأخرى من 3 طوابق عقب الهزة الارتدادية الثانية بحي الخربة ولحسن الحظ أنها شاغرة وفي طور الإنجاز، حيث أحصت مصالح الحماية المدنية تشققات بالأعمدة والجدران في15 منزلا بحي ميلة القديمة، وتشققات بالأعمدة والجدران ل5 منازل بحي قصر الماء بأعالي ميلة، إضافة إلى تشققات بأعمدة وجدران 10 منازل إسمنتية بحي الخربة وتشقق الطريق في محيط عمراني بمسافة 500 متر بفجوة قدرها 15 سنتيمترا، وكذا تشققات بجدران المنازل بكل من بلديات التلاغمة، ترعي باينان، بوحاتم، وادي العثمانية، شلغوم العيد، زغاية ، أحمد راشدي وادي النجاء حمالة، القرارم قوقة، وقد صنفت المنازل المتضررة الواقعة بحي الخربة وميلة القديمة ضمن الخانة الحمراء وأصبحت غير صالحة للسكن تماما. وأغلقت حركة المرور على الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين ميلة وجيجل على مستوى منطقة بني هارون بسبب تساقط الحجارة من حين إلى آخر، وأغلقت حركة المرور على جسر وادي الديب العملاق العابر سد بني هارون بالقرب من مكان تساقط الحجارة في انتظار المعاينة الدقيقة التي باشرتها الجهات المختصة على مستوى حائط سد بني هارون وجسر وادي الديب، فيما نفت وزارة الموارد المائية، الجمعة، تسجيل أي ضرر بسد بني هارون بولاية ميلة، بعد الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة. وكشفت الوزارة في منشور لها عبر صفحتها الرسمية، أن "لجنة تقنية مختصة تنقلت للسد فور وقوع الزلزال الذي ضرب المنطقة"، مؤكدة أن "التقارير التقنية التي رفعتها بعدم تسجيل أي تأثر أو ضرر على مستوى 3 سدود بولاية ميلة والتي لم تتأثر بالهزة الأرضية وقاومت بشكل إيجابي". من جهتها، قالت الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات إن "الخبر المتعلق بتفريغ سد بني هارون بسبب الهزة الأرضية التي ضربت ولايتي ميلة وقسنطينة، والذي تم نشره في الصفحة الرسمية للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات كاذب ولا أساس له من الصحة". وأوضحت الوكالة أنه "تم اختراق الصفحة الرسمية لنشر هذا الخبر الكاذب". وقد حل مساء أمس، كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم كمال بلجود، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، لمعاينة الأوضاع بالولاية والوقوف إلى جانب العائلات المتضررة. تعليمات للتكفل "الفوري" بحاجيات المواطنين أسدى الوزير الأول عبد العزيز جراد تعليمات للتكفل "الفوري" بحاجيات المواطنين قصد توفير "الدعم اللازم والاستجابة الملائمة"، بعد الهزتين الأرضيتين متوسطتي القوة اللتين سجلتا الجمعة بولاية ميلة، حسب ما علم لدى مصالح الوزير الأول. وأشار المصدر نفسه أنه بالنسبة للسكنات المتضررة إثر الزلزالين فسيتم الشروع في "برنامج استعجالي لإعادة التهيئة الريفية". كما يخص ذلك، حسب المصدر نفسه، الطرقات المتضررة التي ستتكفل بها فورا مصالح الأشغال العمومية. كما طمأنت مصالح الوزير الأول بإشراك السلطات المحلية في تسيير هذه الكارثة لطبيعية. كما تنقل، حسب ما علم من نفس المصدر، وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، كمال بلجود و وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو إلى عين المكان لمعاينة الأضرار التي تسبب فيها الزلزالان وبظروف التكفل بالمواطنين المتضررين.