يثير ملف التشغيل بالولاية المنتدب المنيعة، مشاكل عدة في السنوات الأخيرة وغضبا وسط البطالين المحتجين على ما وصفوه بالتعسف في شروط التشغيل وعدم إعطاء الأولوية لأبناء المنطقة في عقود العمل، في مختلف الشركات المحلية أو الأجنبية، ما يجعلهم يشعرون دوما ب"الحقرة" والتهميش ويلوح البعض منهم للاحتجاج، إذا بقي ملف التشغيل يسير بطرق غير شفافة وغير منصفة بالنسبة لهم. لا يزال ملف التشغيل في مناطق الجنوب الكبير عامة وفي الولاية المنتدب المنيعة بالخصوص، ملفا شائكا وحساسا، بحيث تشكل عروض العمل في المناطق البترولية والشركات الأجنبية دافعا للاحتجاج دوما، ففي المقاطعة الإدارية المنيعة، إحدى أكبر الولايات المنتدبة، كانت البطالة سببا في خروج العشرات من الشباب البطال إلى الشارع في السنوات الماضية. وحسب البعض فالبطالة واقع أسود خاصة في ظل نقص المرافق التنموية والترفيهية بالمنطقة، كما تضاعفت فيها فرص العمل منذ ولوج الشركات الأجنبية، لكن مع تضاعف الاستثمارات في المنطقة وتوافد الشركات الأجنبية عليها، غير أن الواقع كانت النتائج عكسية وهذا لارتفاع نسبة البطالة وازدياد عدد البطالين، وطلبات عمل جديدة تتلقاها الوكالة شهريا، مما جعل الوضع متأزما بين البطالين والمسؤولين في المنطقة، الذين يحاولون إيجاد حلول مناسبة للشباب البطال. وتكمن مشاكل التوظيف في الشروط "الصارمة" التي تفرضها الشركات، خاصة الأجنبية في عروض العمل البسيطة، كالشهادات والخبرة ما بين ثلاث أو خمس سنوات، وهي الشروط التي يفتقر إليها جل طالبو العمل. وقد صرح لنا أحد أعضاء منظمة تحالف الوطني للشباب الجزائري بأن مشكل التوظيف على مستوى المؤسسات والشركات يلقى احتجاجات كبيرة، بسبب إهمال التوظيف المحلي وجلب إطارات من الخارج في وضعية تتكرر في كل سنة. وهو ما أثار غضب البطالين الذين احتجوا لأيام عديدة أمام مقر البلدية، وبقي ملف التشغيل في المناطق الجنوبية من التعقيدات الكبرى كونه ملفا حساسا، حيث يسود اعتقاد لدى البعض بأن سكان الجنوب أقل حظا في التشغيل من غيرهم، ولدى اقترابنا من بعض الشباب في المنطقة وسؤالنا عن مشاكل التشغيل التي يعانون منها وانطباعاتهم حول ملف التوظيف، كانت الإجابات متباينة. وقال البعض إن الشركات تضع شروطا غير منطقية وتصعب عليهم العمل بفرض الشهادات في أبسط الوظائف، "نحن نعاني من جحيم البطالة والفقر لأن الحياة في المنطقة صعبة والمعيشة غالية"، وقال البعض نحن نعمل ثلاثة أشهر وننتظر سنوات طويلة لتجديد عقد العمل، فيما عبر قلة عن تذمرهم من تفضيل عمال الشمال عن عمال الجنوب.