تتواصل حوادث غرق الأطفال بالسدود والبرك المائية بولاية غليزان، وذلك رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية لتوعية الأطفال والشباب، الذين غادروا مؤسساتهم التربوية طواعية نظرا لجائحة كورونا، بخطورة السباحة في هذه الأماكن التي أضحت تفتك بأرواح الأطفال والشباب. الذين أجبروا إلى التوجه للوديان وبرك الموت المائية من اجل السباحة والاستجمام، مخاطرين بحياتهم في غياب مرافق الراحة والاستجمام من جهة، وقلة الإمكانيات المادية لدى الفئات المعوزة، تمكنهم من الذهاب إلى الشواطئ المجاورة لولاية ولاية غليزان. من جهة أخرى، خاصة شواطئ ولاية مستغانم التي لا تبعد سوى أقل من 60 كلم عن غليزان، فحسب الإحصائيات التي تحوز الشروق على بعض معلوماتها، فقد تم تسجيل العديد من مثل هذه الحوادث المميتة في الآونة الأخيرة، منها حادثة انتشال طفل لا يتعدى عمره 9 سنوات من حوض مائي بمنطقة الشرايطية التابعة لبلدية بن داود نهاية الأسبوع الماضي، من قبل فرقة الغطس التابعة لمصالح الحماية المدنية، حيث توفي الضحية في عين المكان وتم نقل جثته إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الإستشفائية محمد بوضياف، ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه في أقل من أسبوع، بعد انتشال طفل أخر يبلغ من العمر 13 سنة من وادي مينا بالقرب من حي سينميطال ببلدية بن داود كان قد قصد هذا الوادي من اجل السباحة غير ان الموت كان يتربص به اين لقي حتفه في ظروف مأسوية هزت عائلته وجيرانه. كما خلفت هذه الحوادث المأسوية ردود فعل الكثير من العائلات الغليزانية التي سكنها الرعب خوفا على فقدان أطفالها وشبابها في مياه السدود والمستنقعات التي يتوجهون إليها بغرض الاستجمام، خاصة أبناء العائلات الفقيرة التي تعجز عن الذهاب إلى شواطئ البحار المجاورة للولاية نظرا لقلة الإمكانيات المادية رغم ارتفاع د رجة الحرارة التي تفوق في بعض الأحيان 45 درجة تحت الظل، فيما يلجأ أطفال أخرين إلى النافورة الواقعة بساحة السلام المقابلة لمقر بلدية غليزان للسباحة، في غياب شبه تام للمرافق والمسابح بهذه الولاية، رغم استنزاف الملايير التي لم تستغل في بناء مسابح بالبلديات خاصة للأطفال المعوزين بمناطق الظل مما طرحت جملة من التساؤلات حول مصير المشاريع التي تحدث عنها الجهات الوصية والتي عرفت عملية إنجازها تأخرا كبيرا، كما تساءل العديد من المواطنين عن غياب المرافق السياحية ومشاريع بناء المسابح وترميم المسابح المهترئة، والتي تحتاج إلى صيانة وتهيئة أحواضها على غرار المسبح البلدي لعاصمة الولاية، الذي استفاد من مشروع تهيئة وتغطية سطحه منذ سنة 2015، لكن لم يتم استغلاله رغم قرب انتهاء فصل الصيف وفي عز جائحة كورونا كوفيد 19 التي أنهكت قوى المواطنين خاصة الشباب والأطفال الذين حرموا من حقهم في الاستجمام كباقي نظرائهم في الولايات الأخرى. وفي غضون ذلك سطرت مصالح الحماية المدنية لولاية غليزان مؤخرا، حملات تحسيسية من خطر السباحة في المجمعات المائية والسدود تنفيذا للتعليمات الصادرة عن وزارة الداخلية ووالي الولاية، حيث تم تسطير برنامج نشاط تحسيسي على شكل قافلة توعوية حول الوقاية من مخاطر الغرق في المجمعات المائية والسدود وتمثلت في تقديم نصائح وإرشادات للأطفال والشباب، من أجل عدم المغامرة بحياتهم والمخاطرة بالسباحة في هذه الأماكن الممنوعة، فإلى متى يبقى الأطفال والشباب محرومون من حقهم في الراحة والاستجمام.