في ظل ما يمُر به العالم، من ظروف استثنائية تصنعها جائحة كورونا على مختلف جوانب الحياة، سيما منها النفسية يجد مترشحو البكالوريا أنفسهم في حالة صعبة من القلق والارتباك،حيث أكد المختص النفساني الدكتور آيت أودية مزيان أن هذه المرحلة خلفت أفكارا مشوشة للتلميذ وقدراته في معالجة الأمور وهو ما يعرف ب صورة الذات. شدد المختص النفساني أيت أودية مزيان على أهمية ترك الخوف والقلق من جائحة كورونا طالما أن التلميذ يلتزم بالإجراءات الوقائية المتعارف عليها، فبعض الدول الشقيقة في نظره تجاوزت هذا الامتحان في جو عادي دون أي اضطراب مصاحب للتلميذ، لهذا يتوجب".. أن نتعامل في هذا الظرف بنفس الطريقة لتكون هناك نتائج إيجابية.." وأردف المتحدث في رسالة موجهة للأولياء بضرورة الابتعاد عن الأفكار السلبية وعدم رفع سقف التوقعات عن الأبناء مع تجنب استعمال لغة التهديد في حالة حصولهم على نتائج ضعيفة، مضيفا أنه لو تم وصف التلميذ بالفاشل سيتعامل مع نفسه كونه «فاشل» بينما لو وُصف بالناجح سيتعامل مع ذاته كونه «ناجح». أكد ضيف الشروق على أهمية الابتعاد عن القلق والتوتر والتركيز في المذاكرة، مع ضرورة الاستعداد لها بتهيئة الجو النفسي في المنزل كالابتعاد عن المشاكل الأسرية وتوفير الجو الذي يليق بالمراجعة، ناهيك عن التواصل مع الأبناء بطريقتي الحوار والإقناع، كإقناعهم بأن الامتحان سيكون في متناول الجميع مقارنة بالمنهاج القصير ويراعي الظرف الصحي، وهذا ما يدفع التلميذ لإزالة كل الضغوطات النفسية، مُنوها في الوقت نفسه على مرافقة المترشح خلال الامتحان لاحتوائه وكسر حاجز الخوف وتقديم الدعم النفسي والعاطفي لهُم. في سياق آخر وفيما يتعلق بجانب التحضيرات أشار المختص النفساني أن هذه الأخيرة من الأفضل أن تكون بصورة مبكرة في الأوقات التي تساعد على الحفظ، لأن أوقات المراجعة في الأيام الأخيرة، تزيد حتما من القلق والتوتر ناهيك عن فقدان التركيز والأعراض الصحية الأخرى المصاحبة لذلك.. فالمواد الأدبية حسبه تكون مساء على عكس المواد العملية التي تكون بعد راحة النوم كالصباح الباكر، أين يكون الدماغ في حالة استعداد تام لاستيعاب الفهم قبل الحفظ، فضلا عن استعمال الخريطة الذهنية للدروس التي تتطلب التركيز والحفظ الجيد، وكذا أسلوب التكرار في المراجعة، مشيرا إلى أن النوم الكافي والتغذية الجيدة للجسم يلعبان دورا مهما في التفكير السليم. وأضاف محدثنا أن ممارسة الرياضة الخفيفة، هي أفضل طريقة لمحاربة القلق وتأثيراته السلبية كالركض وركوب الدراجة الهوائية لأنها تساعد على تقويض هرمونات القلق وتنشط الدورة الدموية وعمل القلب، كما حث المتحدث زملاءه النفسانيين بتخصيص برنامج الدعم النفسي للتلاميذ بتقديم نصائح وإرشادات بهدف مساعدتهم في التخفيف من الضغوط النفسية الناتجة عن هذه المرحلة. في الأخير يقول الدكتور مزيان أن الثقة هي من تصنع النجاح وأن الدعم الأسري هو من يصنع شخصية التلميذ آملا في الوقت ذاته أن يكون النجاح حليف الجميع.