أعرب عديد المستثمرين الفلاحين شباب بولاية أدرار عن استيائهم الكبير لما آلت إليه وضعية تسيير هذا القطاع الحيوي الهام محليا ووطنيا من خلال الضبابية التي تسيير هذا القطاع،الذي يتجه نحو المجهول في ظل الاختلالات المسجلة. وطالب هؤلاء الشباب بالشفافية والوضوح في تعاملات الجهات الوصية على القطاع مع انشغالاتهم المشروعة ووضع حد لسياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها ضدهم هيئات المرافقة، وأجهزة الدعم والتمويل التي أصبحت رهينة في يد بعض المنظمات التمثيلية التي تستغلها في ممارسة الإقصاء والتهميش ضد هؤلاء الفلاحين الشباب الذين تحذوهم إرادة وعزيمة صادقة في رفع التحدي كبديل اقتصادي خارج مجال المحروقات. ودعا هؤلاء الشباب في تصريحهم ل "الشروق" إلى وضع حد للممارسات البيروقراطية التي تمارسها الإدارة ضدهم، حيث ضاقوا ذرعا من عدم الاستجابة رغم المراسلات لمختلف الجهات الوصية دون أن تجد آذانا مصغية لاسيما ما تعلق بتسوية وضعية الديون التي أثقلت كاهلهم جراء جائحة كونا التي أصابت محصولهم من منتج الذرة خلال الموسم 2017، 2018. وتكبد هؤلاء خسائر فادحة ما تزال آثارها سلبية على الفلاحين مستمرة إلى اليوم بسبب عدم تمكنهم من تسديد الديون العالقة للجهات المستحقة، وهو ما تسبب في حرمان 35 من الفلاحين الشباب من الانخراط في موسم زراعة منتج الذرة والقمح الموسم الفارط. وهو المشهد الذي قد يتكرر خلال الموسم الفلاحي الحالي ما لم تبادر الجهات الوصية في معالجة انشغالهم بخصوص هذه الوضعية، حيث ندد الفلاحين بتقاعس بعض الهيئات التي تدعي تمثيل الفلاحين التي أصبحت حسب وصفهم هيئات إعاقة وعرقلة بدل مرافقتهم الجادة. واستنكر الفلاحين في نفس السياق ما جرى من تغليط وتزييف الحقائق حول قضيتهم العالقة خلال الاجتماع الذي عقد قبل شهرين بمقر مديرية الفلاحة الذي جمع تلك الهيئات بممثل وزير الفلاحة والتنمية الريفية، أين تم حرمان ممثل الشباب من توضيح وتشخيص انشغالاتهم الحقيقية،أمام هذه اللجنة بخصوص الصعوبات الميدانية. وحمل الفلاحون الهيئات التمثيلية ما حدث لهم، وتقديم صورة مغايرة ومغالطة لممثل الوزير حول وضعية الواقع المر الذي يعيشه الفلاحين الذين يشغلون أكثر من مائتي وحدة رش محوري، مما يبرز مستوى التحدي الذي يرفعونه للنهوض بواقع النشاط الفلاحي،حتى يكون عاملا مساعدا في تنمية الاقتصاد الوطني. وتمسك الفلاحون بفتح تحقيق عميق وجاد في كواليس تسيير مختلف الهيئات التابعة للقطاع الفلاحي محليا من إدارة وهيئات المرافقة والتمويل لاسيما في ظل الممارسات المقصية لهم، مما حولها إلى حديث الخاص والعام. ويراهن هؤلاء على بعث نفس جديد في هذا القطاع الذي تنتظر منه الدولة الكثير من الإنجازات الاقتصادية واعدة، إذ لا يتحقق ذلك إلا بإصلاح الذهنيات القديمة في الجزائر الجديدة، مؤكدين أن الأمر لا يزال قائما بخصوص تهميش مرافقة الفلاحين الشباب. ويؤكد الفلاحون الشباب على عزمهم تفجير طاقاتهم المعطلة ويطلبون من السلطات العليا للبلاد النظر في تعقيداتهم من أجل النهوض قدما بتنمية فلاحية مستديمة وفعالة بعيدة عن العراقيل والمثبطات.