واجه المنتخب الوطني الجزائري نظيره المكسيكي في مباراة دولية وحيدة، وذلك منذ أكثر من ثُلث القرن. وأُقيمت فعّاليات هذه المباراة الودّية في ال 7 من ديسمبر 1985، بِملعب "أزتيكا" بِالعاصمة مكسيكو. وانتهت بِخسارة "الخضر" بِثنائية نظيفة. ونظمّت المكسيك دورة دولية ودّية بِمشاركة الجزائر والمجر وكوريا الجنوبية، وكل هذه المنتخبات كانت تستعدّ لِمونديال صيف 1986. وكان المنتخب الوطني الجزائري يُشرف على تدريبه التقني رابح سعدان، وقد اعتمد على لاعبين محليين، مثل حارس المرمى نصر الدين دريد والمدافع فضيل مغارية ومتوسط الميدان محمد قاسي السعيد والمهاجم أحمد شوقي بن الطيب. ولم تكن كرة القدم الدولية في تلك الفترة تعرف ما يُسمّى حاليا ب "أجندة الفيفا"، كما أن المنتخب الوطني كان يرتكز بِدرجة كبيرة على اللاعبين المحليين. ومُني تلاميذ سعدان بِثلاث هزائم: أمام المكسيك (0-2) وضدّ المجر (1-3) وأمام كوريا الجنوبية (0-2). مع تسجيل تألّق لاعب الخط الأمامي لِفريق اتحاد عين البيضاء أحمد شوقي بن الطيب، مُوقّع الهدف الوحيد ضد المجر. لكن سعدان لم يجلبه إلى المونديال، نظير حضور بعض "الغرباء"، مثل متوسّطَي الميدان فتحي شبال وحليم بن مبروك والمهاجم رشيد حركوك. مُنافس من العيّار الثقيل وبِخصوص منتخب المكسيك الحالي، فهو يُدرّبه التقني الأرجنتيني خيراردو مارتينو (57 سنة)، منذ جانفي 2019. وقد سبق له الإشراف على منتخب بلاده والباراغواي، وأيضا نادي برشلونة الإسباني ما بين 2013 و2014. ويحتل منتخب المكسيك المركز العالمي ال 11، في آخر تصنيف للفيفا، مقابل الرتبة ال 35 ل "محاربي الصحراء". ما يعني أن المُنافس من طينة الكبار، وسيكون اختبارا مُفيدا جدا لِأشبال الناخب الوطني جمال بلماضي. وسبق لِمنتخب المكسيك المشاركة 16 مرّة في المونديال، وكان بلوغ ربع نهائي طبعتَي 1970 و1986 (نُظّمتا داخل القواعد) أفضل نتيجة له. بينما ودّع استحقاق روسيا 2018 من الدور ثمن النهائي، بعد خسارته أمام البرازيل بِثنائية نظيفة. ويُزيّن أحفاد الثائر "إيميليانو زاباتا" رفوف خزانتهم ب 11 تتويجا لِمنافسة كأس منطقة الكونككاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكراييب). ولقب كأس القارات التي أُقيمت فعّالياتها بِالمكسيك عام 1999. كما يحضر – أحيانا – منافسة كأس أمريكا اللاتينية (ضيف شرف)، وقد نشّط نهائيَي نُسختي 1993 و2001. ويُعدّ متوسط الميدان هكتور هيريرا (30 سنة) أحد أفضل لاعبي منتخب المكسيك الحالي، وقد انتقل صيف 2019 إلى فريق أتليتيكو مدريد، بعدما كان يرتدي زي بورتو البرتغالي، رفقة الدولي الجزائري وزميله بِنفس الخط ياسين براهيمي. وسبق للاعب هكتور هيريرا التتويج مع منتخب المكسيك للآمال بِذهبية أولمبياد العاصمة البريطانية لندن، صيف 2012. وإذا كان المنتخب الوطني لم يلعب أي لقاءٍ منذ فوزه على المضيف البوتسواني بِهدف لِصفر، في نوفمبر 2019، ضمن إطار تصفيات "كان" 2022. وذلك بِسبب تفشّي جائحة "كورونا"، وتوقّف المنافسات الكروية الدولية. فالأمر ذاته للمكسيك التي انتصرت في التاريخ نفسه على منتخب برمودا بِنتيجة (2-1)، لِحساب منافسة دوري أمم منطقة "الكونككاف". وتُظهر الصورة المُدرجة أعلاه التقني رابح سعدان ثمانينيات القرن الماضي (بِالبذلة الرياضية)، وبِجواره (من اليسار) مطرب "الشعبي" عبد القادر شاعو.