كان الدخول المدرسي أمس لستة ملايين تلميذ حذرا في ظل الأزمة الصحية التي يمر بها العالم، خاصة مع تحذيرات من موجة ثانية من فيروس كوفيد 19، ناهيك عن كثرة حوادث القتل والاختطاف التي راح ضحيتها الكثير من الأطفال، ما جعل الأولياء يحرصون على مرافقة أبنائهم المتمدرسين بالإضافة إلى تكثيف الرقابة الأمنية لأعوان الشرطة والدرك لمداخل المدارس. رافقت الشروق الأربعاء الأولياء والتلاميذ في الدخول المدرسي الذي صنع جدلا واسعا وطال انتظاره، وسط المخاوف الصحية والأمنية التي زادت من فوبيا التمدرس للتلاميذ وحتى الأولياء، وما لاحظناه في أغلب المؤسسات التربوية هو غياب تطبيق البروتوكول الصحي بسبب تدافع الأطفال وصعوبة التحكم فيهم نتيجة الاحتكاك بين المتمدرسين في مداخل المدارس وفي الساحات أثناء تعديل الصفوف، وما أثر سلبا على الدخول المدرسي أمس هو جهل أغلب الأولياء بالنظام الجديد للتدريس الذي يعتمد على الأفواج، إذ كان يوم الأربعاء مخصصا لتلاميذ السنة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، بينما حصص يوم الخميس لتلاميذ الخامسة والسادسة، وهذا ما جعل الكثير من الأولياء يرجعون أطفالهم إلى البيت. الدخول المدرسي يقسم أولياء التلاميذ اختلفت تنظيمات أولياء التلاميذ حول تقييمها للدخول المدرسي، أين أشادت فيدرالية أولياء التلاميذ برئاسة خالد أحمد بالإجراءات المطبقة لاستقبال التلاميذ واحترام البروتوكول الصحي في أغلب المدارس، حيث أكد في تصريح للشروق اليومي أن أغلب التقارير التي وصلته من الولايات إيجابية ولم تسجل أي خروقات أو تجاوزات، داعيا الوزارة إلي ضرورة الاستمرار في هذا المنوال، وانتقد المتحدث الأولياء الذين قاطعوا الدخول المدرسي بحجة خوفهم من الفيروس، مؤكدا أن البروتوكول الصحي مطبق في أغلب المدارس ولا داعي للخوف. وعلى خلاف خالد احمد، انتقد رئيس المنظمة الجزائرية لأولياء التلاميذ السيد علي بن زينة في تصريح للشروق اليومي تسرع الوزارة في ارغام التلاميذ على العودة للمدارس التي يفتقد أغلبها للتهيئة إذ تم أمس استقبال التلاميذ في ظروف كارثية في العديد من المدارس، خاصة في مناطق الظل، ما دفع الأولياء الى العودة بأبنائهم إلى المنازل ومقاطعة الدراسة، وأضاف المتحدث أن البروتوكول الصحي هو حبر على ورق للاكتظاظ الكبير الذي ميز الكثير من المدارس رغم تطبيق نظام الأفواج. خياطي: لا خوف على التلاميذ من كورونا طمأن البروفسور مصطفى خياطي المختص في طب الأطفال الأولياء بخصوص الدخول المدرسي، مؤكدا أن آخر الأبحاث والدراسات أكدت أن الأطفال يتمتعون بمناعة قوية ضد فيروس كورونا لاحتواء أجسادهم على مضادات حيوية قادرة على التخلص من الفيروس بسهولة، وبينت الدراسات أيضا حسب خياطي أن الأطفال ليسوا ناقلين للفيروس عكس المعتقدات التي كانت عند المواطنين في السابق، وهذا ما يجعل الأطفال ليسوا بحاجة إلى ارتداء الكمامات التي قد تتسبب لهم في أمراض هم في غنى عنها بسبب اتساخها وحملها للميكروبات ما يجعلهم عرضة للحساسية. أولياء يرحبون بجدول التوقيت الجديد رحب الأولياء أمس بجدول التوقيت الجديد الذي يلزم التلاميذ بالتمدرس ثلاثة أيام في الأسبوع ولنصف يوم فقط، خاصة بالنسبة لتلاميذ الابتدائي، إذ يدرس التلميذ من الساعة الثامنة صباحا إلى منتصف النهار، وهو ما يخفف العبء على أطفالهم ويجعلهم يزاولون الدراسة في أجواء مريحة بعيدا عن الاكتظاظ وتكثيف الدروس، وتعتمد المدارس لأول مرة نظام العمل بالأفواج بسبب البروتوكول الصحي الذي يلزم التباعد بين التلاميذ واحترام اجراءات الوقاية من كورونا.