تشتكي العائلات القاطنة ببنايات القرميد في حي الفجر ببلدية وادي قريش بالعاصمة، من خطر انهيار سكناتها فوق رؤوسها في أية لحظة، بعدما عرفت تدهورا كبيرا نتيجة قدمها وتآكل جدرانها وأسقفها بشكل أضحى لا يُطاق، لتصنيف ضمن الخانة الحمراء التي تستوجب الإخلاء، فأكثر من ستين سنة من المعاناة داخل سكنات لم تعد تتحمل أكثر قساوة الطبيعة من أمطار وزلازل، لم تجد فيها العائلات مخرجا سوى مراسلة السلطات البلدية بشكاوى لم تجد نفعا سوى وعود واهية تتبخر في كل موعد ترحيل. سكان البناية التي يعود نشأتها إلى الحقبة الاستعمارية، أكدوا أن حالتها لم تعد لتحمل أكثر قاطنيها نظير تدهورها، فلا أمان يضمن عيشهم بها حيث أنها مهددة بالانهيار في أية لحظة بسبب تآكل جدرانها وتشقق أسقفها بدرجة أصبحت تخيف الكبير قبل الصغير أما السلالم فحدث ولا حرج ... 6 عائلات وجدت نفسها تصارع المعاناة والألم بكل مرارته، فكل واحدة منها اتسع عددها ولَم تعد سكناتهم تستوعب عدد أفرادها بسبب مشكل الضيق، وتقول إحدى القاطنات في هذا الشأن، أن المسكن تقطنه ستة عائلات بمعنى بيت يجتمع فيه العدد المذكور من الجيران، يتقاسمون فيه دورة المياه ولنا أن نتصور حالته تؤكد صاحبة الشكوى التي تحدثت عن حالة عائلتها التي تقطن بالموقع منذ مدة طويلة، أين وصل عددها إلى 10 أشخاص يتقاسمون غرفتين أكبرهم الجد الذي يبلغ من العمر أكثر من 86 سنة رفقة أبنائه وأحفاده. وأكدت الشكاوى أن الذعر يلاحقهم يوميا، لاسيما مع قدوم أي اضطراب جوي، حيث تتسرب مياه الأمطار بشكل يجبرهم على ملاقاتها بمختلف الأشكال، في وقت انهار أحد الأسقف منذ مدة ولَم تخلف أي خسائر في الأرواح لحسن الحظ أما الحالة البينية بالمنطقة فيندى لها الجبين، حيث الروائح الكريهة تسد الأنفاس أما الرطوبة فقد نخرت أجساد القاطنين الذين أضحت أمراض الحساسية والربو تلاحقهم. الأجواء الشتوية على الأبواب وخطر الانهيارات وارد في حالة تشبع البناية بمياه الأمطار أكثر ما يتطلب ترحيل العائلات قبل أن تحل الكارثة.