يحتفل الجزائريون هذا العام بذكرى المولد النبوي الشريف في أجواء استثنائية، تتزامن مع تنامي الاحتجاجات المنددة بحملات الإساءة للرسول الكريم في فرنسا وما نتج عنها من مظاهرات وتنديد وهاشتاغات نصرة النبي على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعل الجزائريين يحيون هذه المناسبة في أجواء نصرة للرسول الكريم بنشر سيرته والتعريف به ومقاطعة المنتجات الفرنسية كرد فعل على تصريحات الرئيس الفرنسي العنصرية.. تشهد حملة "إلا رسول الله" لنصرة الصادق الأمين، انتشارا متزايدا على مواقع التواصل الاجتماعي، أين تزينت صفحات ملايين الجزائريين بعبارة "إلا رسول الله" خاصة وأن حملات الإساءة لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام تزامنت مع إحياء المولد النبوي الشريف وانتشار حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية التي أخذت بعدا عربيا وإسلاميا، أرغم الخارجية الفرنسية على إصدار بيان رسمي أبدت من خلاله تخوفها من تأثير المقاطعة الإسلامية للمنتجات الفرنسية.. اعرفوا نبيكم وعرفوا به الدنيا وفي هذا السياق، أصدرت العديد من الهيئات الرسمية والتنظيمات والنقابات الجزائرية بيانات تنديد بالإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، على غرار كل من المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمجلس الوطني المستقل للأئمة وجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، ودعت كل هذه التنظيمات الجزائريين إلى استغلال ذكرى المولد النبوي الشريف للتعرف أكثر على شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام ونشر سيرته على مواقع التواصل الاجتماعي والاقتداء بها في الواقع. وفي هذا الإطار، أكد رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة، السيد جمال غول، في تصريح ل"الشروق اليومي": "المولد النبوي الشريف هو ذكرى عطرة جاءت مع هجمة شرسة ولن ينتزع منا حب الرسول في قلوبنا لا استفزازات فرنسا ولا عنصرية ماكرون، وقيمة وقدسية النبي في قلوب الجزائريين لن يمسها أحد". وأضاف محدثنا أن أولى الأولويات في ذكرى مولد خير الأنام هو التمسك بديننا وإظهار الفرحة والاعتزاز بالانتساب له وغرس هذا الشعور في نفوس الأطفال، وأكد أن العبرة من الاحتفال بذكرى المولد هي إحياء أخلاق ومآثر أعظم الرسل والعمل بسيرته، ودعا المتحدث العائلات الجزائرية إلى إقامة جلسات إيمانية على طبق العشاء للحديث عن حياة الرسول الكريم وتعليم الأطفال سيرته وأخلاقه بدل تبذير الأموال في المفرقعات وترهيب الناس خاصة وأن الاحتفال بالمفرقعات يشوه ذكرى مولد الرسول الكريم ويعطي للعالم صورة رعب وهمج لاحتفال المسلمين بنبيهم. وكشف جمال غول أن الأئمة سيعملون على نشر دروس على مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف المواطنين والمصلين بسيرة خير خلق الله، وذلك بعدما منع الاحتفال بالمولد النبوي داخل المساجد بسبب الإجراءات الصحية المتخذة للوقاية من فيروس كورونا، خاصة وأن المساجد خلال الأعوام الماضية كانت تنظم دروسا ومسابقات وأمسيات للتعريف بالسيرة النبوية، وانتقد المتحدث هذا الإجراء قائلا: "المساجد بيّنت مدى التزامها بإجراءات الوقاية من كورونا وكان الأجدر من وزارة الشؤون الدينية أن تسمح للمساجد بإقامة احتفالات خفيفة بذكرى المولد بإقامة دروس خفيفة عقب صلاة المغرب لتوعية الناس مع الحرص على إجراءات السلامة والوقاية من فيروس كوفيد 19". ودعا جمال غول الجزائريين إلى اغتنام ذكرى المولد النبوي الشريف لمقاطعة البلدان التي أساءت للرسول الكريم وفي مقدمتها فرنسا، وذلك بمقاطعة كل ما له علاقة بهذا البلد الذي أضره المسؤولون فيه، وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعنصرية غير مسبوقة تجاه المسلمين، ما يتطلب الرد القوي على هذه العنصرية بالمقاطعة وإحياء سيرة الرسول الأعظم.