توفي، أول أمس، الشاب جدواني الصديق "شاهر" بسبب تعرّضه لعضة كلب ضال، بمنطقة الكانزيام التي تبعد عن مقر بلدية الحمامات ب03 كلم وعن عاصمة الولاية تبسة ب15 كلم غربا. وحسب أهالي الشاب المتوفى، الذين تنقلت إليهم الشروق اليومي قبل عملية الدفن بساعة تقريبا وتحدثت مع الوالد إبراهيم الذي كان في حالة من الحزن لا مثيل لها، فلم يستطع الحديث ولا حتى التنفس وأناب عنه أقاربه وخال الأبناء. حيث أكد بأن الضحية كان عائدا من العمل "ميكانيكي" ولما وصل قرب ثكنة شرطة مكافحة الشغب القريبة من المنزل، هاجمه كلب وعضّه على مستوى اليد، حيث ترك له جرحا عميقا وكبيرا بين الأصابع، اذ تمّ نقله إلى عيادة بلدية الحمامات فقدمت له الإسعافات. وبعد أيام قلائل، تدهورت حالته الصحية ليقرّر الوالد نقله إلى الطبيب الخاص الدكتور "رايس" بالحمامات، إذ وبعد المعاينة، وظهور أعراض جرثوم داء الكلب والمتمثلة خاصة في صعوبة البلع والأكل وقلة التركيز في الرؤية مع تغيير في السلوك، قام الدكتور رايس بتحويله مباشرة إلى مستشفى بكارية "30 كلم شرق الحمامات" إذ لم يقض الشاب إلا ليلة واحدة بالمستشفى لينزل خبر الوفاة على العائلة ذات الوضعية الإجتماعية المتوسطة، حيث لم يفهم أفراد الأسرة "02 إناث، 3 ذكور" والوالدان ماذا يفعلان أمام الفاجعة التي ألمت بهم بفقدانهم كبير الأبناء والمعيل الوحيد لوالده الذي يعمل حارسا بالبلدية، وقد عاشت الشروق مع أفراد الأسرة والأقارب والجيران "32 مسكنا" جوا من الحزن والكآبة والبكاء الذي خيّم على الحي المجاور لثكنة شرطة مكافحة الشغب والحاجز الثابت لسرية الطرقات. وفي الوقت الذي كان الحضور ينتظرون وصول جنازة الشاب شاهر، وصل رجال الدرك بسيارتين إلى منزل الشاب وطلبوا وثائق هوية الشاب وتحدثوا كلاما خاصا لأهل الضحية، قيل فيما بعد أنه يتعلق بمراسيم نقل الجثة والتي ستدفن بطريقة خاصة، وتنقل كذلك بطريقة خاصة حسب ما تقتضيه الوقاية الصحية في هذا المجال، والأمر كذلك فعله موظفو الصحة الذين حلوا بالمنطقة وطلبوا بأن يكون حفر القبر يختلف عن طريقة القبور العادية من حيث العمق والاتساع ووضع مادة خاصة فوق القبر، تمنع تسلل أي رائحة ما من شأنه أن يؤثر على حياة المواطنين، خاصة المقيمين قرب المقبرة. وبخصوص الجاني "الكلب" الذي تسبب في الوفاة، فإن السكان وأقارب الضحية، أكدوا أنهم مازالوا متخوفين منه، خاصة وأنه لا توجد دلائل أنه قتل أو غادر المكان، فهو من الحيوانات الضالة المشردة ولم يستطع سكان الحي تحديد صاحب الكلب والذي يكون من سكان البلدية. وأمام هذا الأمر الخطير، ناشد سكان الحي الجهات المعنية التدخل بسرعة للقضاء على الكلاب الضالة قبل أن يتعرّض الأطفال الصغار إلى اعتداء آخر، خاصة وأن الكلب المعتدي استطاع أن يعتدي على شاب عمره 18 سنة، فما بالك بأطفال آخرين ما دون هذا السن. جدير بالذكر، أن هذه الحالة والمتمثلة في وفاة بسبب عضّة كلب اعتبرها كثيرون وخاصة الشيوخ المتقدمين في السن أنها حالة نادرة إذ لم يسبق أن توفي خلال السنوات الفارطة شخص بسبب عضّة كلب. ب. دريد