لم يكن قرار تمديد ساعات الحجر المنزلي من الثامنة ليلا إلى الخامسة صباحا، مفاجئا لدى شريحة واسعة من الجزائريين، بسبب الارتفاع المتزايد لعدد الإصابات بفيروس كورونا وتحذيرات الحكومة والمختصين من التهاون غير المسبوق للمواطنين بإجراءات الوقاية من الوباء، وهذا ما جعل سيناريو تمديد الحجر الصحي متوقعا، في حين ينتظر مواطنون المزيد من الإجراءات الوقائية الصارمة في حال استمرار ارتفاع الإصابات.. صنعت إجراءات الحكومة التي تلخصت في 12 قرار للوقاية من فيروس كورونا والتي تمحورت حول تمديد ساعات الحجر المنزلي ومنع النقل خلال عطلة نهاية الأسبوع وغلق أسواق السيارات وتأجيل الدخول الجامعي.. الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي شهدت تفاعلا كبيرا للمواطنين لساعات متأخرة من الليل، ما بين مؤيد ومعارض لهذه القرارات التي جاءت في وقت صحي عصيب تشهد فيه الجزائر ارتفاعا متزايدا ومخيفا لحالات الإصابات بفيروس كوفيد 19 والوفيات. عمال تحت رحمة "الكلونديستان" ومن بين القرارات التي عرفت جدلا واسعا بين المواطنين، منع النقل العمومي والخاص في عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما استاء له الكثير من العمال الذين يعملون خلال هذه الأيام والذين سيكونون تحت رحمة سيارات "الكلوندستان" التي لجأ أصحابها إلى رفع أسعار النقل واغتنام الأزمة التي يعانيها الجزائريون في ربح المال، خاصة مع عجز الكثير من المؤسسات الخاصة توفير النقل لعمالها الذين بدأ عندهم هاجس البحث عن وسيلة نقل بديلة لبلوغ العمل بعد وقف النقل أيام الجمعة والخميس.. تخوفات لدى التجار ومن بين الفئات التي صدمت بقرار تمديد ساعات الحجر المنزلي، فئة التجار التي تتخوف من طول تطبيق هذا القرار أو اتخاذ قرارات أخرى لتمديد ساعات الحجر أو وقف العديد من النشاطات التجارية، على غرار ما تم تطبيقه شهر مارس الماضي مع تسجيل الجزائر لبداية انتشار وباء كورونا، خاصة وان الكثير من أصحاب المحلات التجارية لم يعوضوا بعد الخسارة التي لحقت بهم جراء أشهر طويلة من غلق محلاتهم ما جعلهم يتخوفون من تكرار نفس السيناريو في حال ارتفاع الإصابة بالوباء. انقسام وسط الطلبة بسبب تأجيل الدخول الجامعي شهد قرار تأجيل الدخول الجامعي إلى غاية 15 ديسمبر انقسام وسط الطلبة الذين انتقد بعضهم هذا الإجراء في وقت فتحت فيه الحكومة الابتدائيات والمتوسطات والثانويات التي يصعب فيها التحكم بالالتزام بإجراءات الوقاية من الأطفال والمراهقين، على عكس الجامعة التي تحتوي حسب منتقدي القرار طلبة واعين يسهل توجيههم للتقيد بإجراءات الوقاية، في حين رحب طلبة آخرون بالقرار معتبرين صحة الطالب أولى الأولويات. .. هذه القرارات شر لا بد منه وعلى عكس التجار والموظفين رحبت شريحة واسعة من المواطنين بقرار تمديد ساعات الحجر المنزلي، معتبرين أنه لولا تهاون شريعة واسعة من الجزائريين الذين استغنوا عن القناع الواقي والتباعد ولا زالوا يقيمون الأعراس والتجمعات..لما وصلنا إلى إعلان هذه الإجراءات التي تعتبر حسبهم "شر لا بد منه" لمحاصرة فيرو كورونا الذي يشهد تسجيلا أرقاما مرعبة في الكثير من الدول المتقدمة التي تمتلك الإمكانيات الصحية والتكنولوجية أكثر من الجزائر التي تعاني مستشفياتها هذه الأيام حالة اكتظاظ مخيفة بالمصابين بالفيروس.. أطباء يبررون اللجوء لمديد ساعات الحجر المنزلي كشف رئيس الخلية العملياتية لتحري ومتابعة التحقيقات الوبائية البروفيسور محمد بلحسين، أن الوضعية الوبائية بالجزائر أصبحت مقلقة نتيجة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا وهو ما يفسر حسبه التدابير والقرارات التي اتخذت من قبل السلطات للحد من إنتشار هذه الجائحة على غرار تمديد ساعات الحجر المنزلي وتأجيل الدخول الجامعي ومنع النقل خلال عطلة نهاية الأسبوع وغلق الأسواق الأسبوعية.. وأرجع البروفيسور بلحسين خلال استضافته أمس في برنامج "ضيف الصباح" أن "زيادة الإصابات مرتبط بثلاثة عوامل أولها المناخ الذي يعرف انخفاضا في درجة الحرارة وهو ما يسهل من انتشار الفيروس. ثانيا استئناف الأنشطة التجارية والرياضية وعودة التلاميذ إلى المدارس والذي يعتبر مناخا مناسبا لانتشار العدوى. والعامل الثالث والذي يعتبر أكثر أهمية هو التخلي عن تطبيق التدابير الوقائية الأساسية". وكشف بلحسين أنه "مع إرتفاع عدد الإصابات فلا بد أن تتخذ السلطات كل الإجراءات الضرورية للحد من انتشار الفيروس كتوفير وسائل التشخيص وفرض الحجر الصحي على كل الحالات الإيجابية، مع توفير التكفل التام بالمرضى" مضيفا أنه "لا بد من احترام الإجراءات الوقائية التي يجب أن تطبق أيضا في جميع القطاعات".