لم يبد إتحاد المغرب العربي أي موقف بشأن أزمة الكركرات في الصحراء الغربية، ما أثار تساؤلات حول جدوى بقاء هذا الهيكل دون التمكن من الإدلاء بدوله في القضايا المستجدة في المنطقة. ويخلو الموقع الإلكتروني للإتحاد من أي بيان للتنديد إزاء خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع جبهة البوليساريو الصحراوية، إلا أن القائمين على الواجهة الالكترونية حدثوا الموقع ببيان حول مشاركة الأمين العام في أشغال الاجتماع الخامس والثلاثين للجنة الحكومية الدولية لكبار المسؤولين والخبراء في شمال إفريقيا. ويعاني اتحاد المغرب العربي من حالة موت سريري منعته من تحقيق الأهداف التي أسس من أجلها في فيفري 1989. ويبدو أن مسألة إبداء الاتحاد لرأيه حول تطور الوضع في منطقة الكركرات ستتعقد أكثر بإعلان المغرب مقاطعة اجتماع لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي. وأفاد تقرير صادر عن لجنة الخارجية في مجلس النواب المغربي، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، أخبر أعضاء اللجنة عن استمرار مقاطعة المغرب لاجتماعات وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي. وحسب التقرير نشرته وسائل إعلام مغربية، الثلاثاء، فقد أكد الوزير المغربي على أن بلاده معترضة على اجتماع وزراء خارجية المغرب العربي، لسبب وحيد وهو عدم وجود تصور وخطة عمل واضحة لتحقيق حلم المغرب العربي، اعتباراً للظروف التي تعيشها المنطقة، خصوصاً عدم الاستقرار، مؤكداً على وجوب وضع تصور واضح خاصة في هذه الظروف. وعبر بوريطة عن أسفه من "استمرار جمود اتحاد المغرب الكبير، بفعل واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي، وبقاء العلاقات المغربية الجزائرية في هذا الوضع غير الطبيعي وغير المقبول" على حد قوله. وكانت الجزائر قد اعتبرت على لسان وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، عمار بلحيمر، في تصريح أدلى به نهاية أوت الماضي، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن حلحلة الأزمة في ليبيا وعودة الأمن والاستقرار للمنطقة سيساهمان في تفعيل مشروع المغرب العربي. وذكر بلحيمر أن مشروع الاتحاد المغاربي يعد من بين الأهداف المنشودة لبناء الجزائر الجديدة. وفي 29 ماي الماضي، قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في برقية تعزية بعث بها إلى عائلة المناضل ورئيس الوزراء المغربي الأسبق، عبد الرحمن اليوسفي إنه: ".. يتعين على الجيل الحالي من شباب المغرب العربي الكبير أن يواصل الجهود الحثيثة لتحقيق هذا الحلم الذي ناضل من أجله الأستاذ الراحل عبد الرحمان اليوسفي رفقة نخبة من خيرة رجالات المغرب العربي".