كشف الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أن اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي الذي سيعقد بالرباط السبت المقبل، سيتطرق لأول مرة بطلب من الجزائر إلى مناقشة المسائل الأمنية بمنظور إقليمي، وعشية زيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى الجزائر ضمن جولة مغاربية تحت عنوان تفعيل بناء المغرب العربي، شددت الخارجية أن إعادة بعث الاتحاد المغاربي تبنته الدبلوماسية الجزائرية منذ ماي 2011. أنهى الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الجدل الذي تثيره منذ أيام مصادر إعلامية بخصوص أجندة الجولة المغاربية التي شرع فيها الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي الأربعاء الماضي وستكون الجزائر آخر محطاتها، وعلى خلفية الحماس الكبير الذي يبديه المرزوقي لفكرة بعث اتحاد المغرب العربي والدعوة لقمة مغاربية، التي أسالت الكثير من الحبر باتجاه الترويج لوساطة تونسية بين الجزائر والمغرب، أكد بلاني في تصريح للموقع الإلكتروني »كل شيء عن الجزائر«، أن »المسألة المتكررة بخصوص وساطة بين الجزائر من جهة والمغرب وليبيا من جهة أخرى، ليست سوى نسجا من الخيال باعتبار أن جميع القنوات مفتوحة مع هذين البلدين الشقيقين«، وأشار بلاني في هذا السياق إلى زيارة وزير خارجية المغرب مؤخرا إلى الجزائر وكذا الزيارة الوشيكة لأعضاء الحكومة الليبية إلى الجزائر. وقبل يوم واحد من وصول المرزوقي إلى الجزائر، شدد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية على أن مسألة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب »قضية ثنائية محضة«، وقال »إن مسألة إعادة فتح الحدود مع المغرب هي مسألة سيادية وإدماجها ضرورة، في مناسبة أو أخرى، في إطار استمرار الديناميكية البناءة التي بدأت في الأشهر الأخيرة مع هذا البلد المجاور، من أجل بناء علاقة ثنائية هادئة، صحية ومثمرة مبنية على أساس الثقة المتبادلة وروح التعاون الصادق«، قاطعا بذلك الطريق أمام أي جدل حول هذا الملف. وفي وقت يبدو أن الملف المغاربي من ضمن الملفات التي يعول عليها المرزوقي خلال جولته، ذكر بلاني »أن إعادة بعث الاتحاد المغاربي تبنته الدبلوماسية الجزائرية منذ ماي 2011«، وهي »المسألة التي كانت محور نقاشات لوزير الخارجية مراد مدلسي مع نظيره المغربي في نوفمبر الماضي في الرباط على هامش منتدى التنسيق العربي التركي«، مضيفا »أن الطرفين اتفقا على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية، وترك ملف الصحراء الغربية للأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية في إطار القانون الدولي، وقرر الطرفان ضرورة عقد مجلس وزراء اتحاد المغرب العربي لتقييم الوضع في المنطقة وتحديد آفاق التعاون والتكامل المغاربي«. وضمن ذات السياق كشف الناطق باسم الخارجية أن اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي سيعقد يوم 18 فيفري الجاري بالعاصمة المغربية الرباط، وسيتطرق لأول مرة بطلب من الجزائر إلى المسائل الأمنية بمنظور إقليمي إلى جانب إعادة بعث ديناميكية الإتحاد المغاربي، وتبدي الجزائر في الآونة الأخيرة رغبة كبيرة في توثيق التعاون الأمني مع الجيران من أجل ضمان أمن وسلامة واستقرار المنطقة.