عرف نشاط تجارة مواد التعقيم هذه السنة، انتعاشا كبيرا بسبب الإقبال المتزايد للمواطنين والمؤسسات العمومية على طلبها للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وهو ما دفع ببعض السماسرة وتجار المآسي للغش في تصنيع تلك المواد، وظهرت في الأسواق العديد من المعقمات مجهولة المصدر، وتفتقد للخصائص والعلامات التجارية التي تحدد مكان تصنيعها ومدة صلاحيتها، وحتى وإن وجدت عليها فهي صورية ومزورّة. وكانت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، قد أكدت في بيان لها أن بعض المتعاملين الاقتصاديين من مصنعي الكحول الجراحي وهلام التعقيم، يقومون بالتقليل من نسبة مادة الإيتانول ما يجعل المنتج النهائي غير مطابق للمواصفات وغير فعال، ما يعرّض صحة المستهلكين لخطر الإصابة بفيروس كورونا. وأمهلت المنظمة في بيانها أصحاب المنتجات المعنية وغير المطابقة لمواصفات السلامة والفعالية مدّة أسبوع واحد لسحب منتجاتها من السوق، قبل الإقدام على نشر فيديوهات تبين من خلالها تحاليل التركيز على قارورات تحمل العلامات التجارية للمصنعين، وإظهار نتائج التحاليل للرأي العام. وفي ذات السياق، فقد حذّر مختصون من استعمال بعض المعقمات الكحولية المعروضة للبيع على الأرصفة وجوانب الطرقات، كونها غير مطابقة للمواصفات المحددة لصناعة المعقمات الصحية، وأكدوا أن بعض المعقمات مجهولة المصدر وحتى التركيبة ما يجعلها تشكل خطرا على مستعمليها، وقد تتسبب لهم في أمراض جلدية خطيرة بسبب تفاعل بعض المواد الكميائية التي تدخل في تركيبة تصنيعها، أو تعريضهم للإصابة بفيروس كورونا بسبب عدم فعالية تلك المعقمات، ونصح هؤلاء بضرورة اقتناء واستعمال المعقمات الكحولية التي يتم تصنيعها في المخابر والمصانع المعتمدة، مع ضرورة مراقبة مواصفاتها وتركيبتها المدونة على الشريط اللاصق على العبوة، لتفادي أي خطر قد يصيب مستعملها. وقد عرفت صناعة المعقمات الكحولية منذ بداية جائحة جائحة كورونا خلال شهر مارس الماضي، انتعاشا كبيرا بعد ما أقدم العديد من الأشخاص على تحويل بعض المستودعات إلى مخابر لصناعة هلام التعقيم بطريقة غير قانونية، وطرح كميات معتبرة في الأسواق، دون مراعاة أدنى شروط تصنيعها، ما دفع بمختلف المصالح الأمنية ومصالح مديريات التجارة للتحرك ومداهمة تلك المستودعات أين تمكنت من حجز كميات معتبرة من المواد، التي تدخل في تصنيع المعقمات والتي كشفت التحقيقات أن كميات منها منتهية الصلاحية.