يعتقد المخزن أنّه حقّق نصرا اختراقا مهما في قضية الصّحراء الغربية بانتزاع اعترافٍ من أمريكا، ما يمهّد لاعتراف بمزيد من الدّول. لكن الحقيقة أن ما حدث هو "نصر" مؤقت فقط تنتهي صلاحيته بمغادرة الرّئيس الأمريكي المنتهية ولايته بعد شهر من الآن، لتحلّ محلّه إدارة "جو بايدن" الجديدة التي لن تكون مُلزمة بتغريدات "ترامب" طالما أنها لم تصدر عن المؤسّسة الأمريكية، ولكن صدرت عن رئيس يحزِم حقائبه للمغادرة. وقد تواترت المواقف الأمريكية الرّافضة لتغريدة "ترامب" بالاعتراف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية، بل إنّ البيت الأبيض نفسه لم يغلق ملف الصحراء الغربية، وقال في بيان له أن الاعتراف الأمريكي يبقي الباب مفتوحا أمام حل تفاوضي، وأنّ واشنطن تبقى ملتزمة بالعمل مع المغرب وجبهة البوليزاريو والأطراف الأخرى من أجل تحقيق سلام في المنطقة. وفي الكونغرس الأمريكي قال رئيس لجنة الدفاع والأمن السّيناتور "جيم إينهوف" إن قرار البيت الأبيض بالاعتراف بالسّيادة المزعومة للمغرب على الصّحراء الغربية قرار صادم ومخيب للآمال، وقال إن "ترامب" تلقى نصائح سيئة من مستشاريه، كما أدان العديد من أعضاء الكونغرس القرار واعتبروا أن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي معترف به دوليا ولا يمكن القفز عليه. قرار "ترامب" الذي ضرب بالقوانين الدّولية عرض الحائط، أثار استياء دول محورية لها حق الفيتو في مجلس الأمن مثل روسيا التي رأت في القرار انتهاكا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي التي صوت لها الأمريكيون أنفسهم. وهو ذات التوجه في الأممالمتحدة واليسار الأوروبي والعديد من الدول الفاعلة. وانطلاقا من كل ما سبق؛ فإنّ "المكسب الزّائف" الذي حصل عليه المخزن لن يغيّر شيئا في واقع القضية الصّحراوية التي كسبت أنصارا جددا، لأن ارتماء المغرب في أحضان الصّهاينة جعل حتى الدّاعمين للطّرح المغربي في نزاعه مع الجمهورية الصحراوية يتراجعون ويعيدون ضبط البوصلة، لأنهم وجدوا أنفسهم في نفس الجانب الذي تدعمه إسرائيل. وقد بدأ بعض المغاربة أنفسُهم يتحدثون عن التّنازل الكبير الذي وصل إلى درجة الخيانة للقضية الفلسطينية مقابل قرار مؤقت من الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالسيادة على الصحراء الغربية، وهو القرار الذي يمكن أن يُسحب بمجرد تسليم المهام إلى إدارة "جو بايدن"، بينما لن تستطيع المغرب التّراجع عن اتفاقية التّطبيع مع الكيان الصهيوني، وسيبقى "أمير المؤمنين" والرئيس المزعوم للجنة القدس يحمل عار خيانة القدس وبيع فلسطين للصهاينة المحتلين إلى الأبد.