فقدت الساحة الثقافية الجزائرية، في سنة 2020، عديد الأسماء، التي لطالما أنارت سماء الإبداع، في مختلف المجالات. فمنهم من توفي بعد صراع مع المرض، وآخرون نتيجة الحوادث، أو بفيروس كورونا الذي انتشر في العالم، وتسبب في وفاة عدد كبير من الشخصيات المعروفة. وحملت سنة 2020 الكثير من الأحزان والصدمات، التي تتالت برحيل صناع الثقافة في الجزائر، لتكون البداية بوفاة الموسيقار، عبد القادر شريقي، رحمه الله، الذي وافته المنية أياما قليلة قبل رحيل الفنان القدير، عبد الوهاب بوذراع، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد مسيرة حافلة بالعطاء. فقد كان الراحل من بين البارعين في العزف على آلتي العود والكمنجة، فرافق عديد كبار المطربين، على غرار عمار العشاب، محمد العماري، المطربة سلوى، رابح درياسة، إلى جانب الراحل، عبد الحميد عبابسة، رحمه الله. وقد عرف شهر فيفري رحيل الكاتب عياش يحياوي، الذي دفن بمسقط رأسه بولاية المسيلة، وكذا الدبلوماسي، إدريس الجزائري، الذي تقلد عدة مناصب في المنظمات الدولية.. لتشهد بداية شهر ماي رحيل واحد من أعمدة الفن الجزائري، إيدير، الذي صدح عالميا بالأغنية الجزائرية والأمازيغية، فيما فقدت الساحة الثقافية، شهر جوان الماضي، كلا من الراحلين زين الدين بن عبد الله، الذي أطرب الجزائريين بفن العيساوة، بالإضافة إلى المصور، المصمّم، قيس جيلالي، الذي عرف بحسه الإبداعي الفريد. ورحل الفنانون، محند آكلي بلخير وشيباني جمعة ومحمد زيغم البشاري، الذين زينت أغانيهم "ربرطوار" الأغنية الأمازيغية، من القبائل مرورا ببشار وصولا إلى تامنغست، الراسخة في ذاكرة الجمهور الجزائري الذي فجع أيضا، بوفاة الممثل، عبد القادر بوجاجة، المعروف بأدواره العديدة في مختلف الأعمال التلفزيونية. كما غيّب الموت عدة مبدعين شباب، على غرار المؤلف الموسيقي، سعيد بوشلوش، الذي وافته المنية أشهرا قليلة قبل رحيل زميله، حسين بويفرو، بعد معاناته مع مرض عضال. وكم كانت فاجعة الأسرة المسرحية كبيرة برحيل الممثلين الشباب، محمد بوحموم، موسى لكروت، ورائد مسرح العرائس والقراقوز نور الدين دويلة من سيدي بلعباس. وكانت 2020 سنة رحيل رموز ونجوم الفن الجزائري، حيث غابت عنا عميدة الممثلين، السيدة نورية قصدرلي، عن عمر ناهز 99 سنة، أمضت منها ما لا يقل عن 60 سنة في الإبداع بين المسرح والتلفزيون والسينما. كيف لا وهي من عاصرت عدة أجيال، ممن صنعوا مجد الفن الجزائري، الذي عرف أيضا رحيل كل من الممثل القدير، بشير بن محمد، والفنانة أنيسة قاديري، والممثل القدير عبد الحميد حباطي، بعد سنوات من العطاء الفني المميز، من خلال أعمالهم التي ستبقى راسخة في أذهان الجمهور، الذي افتقد أيضا الفنان عبد الرحمان ياموني، وكذلك الملاك الأبيض لفن المالوف، "حمدي بناني"، الذي لطالما قدم فنا نبيلا صدح به وطنيا ودوليا طيلة عقود من الزمن. كما خطف الموت أسماء بارزة في عالم الفكر والأدب، أمثال الوزير الأسبق، الفنان، لمين بشيشي، والراحل عبد المجيد مرداسي، وعلي الكنز، ورئيس جمعية الجاحظية الدكتور محمد تين، وعياش يحياوي، الذين أثثوا المكتبة الجزائرية والعربية بإصدارات معرفية، ساهمت في إثراء البحوث المعرفية والهوية التاريخية لعقود طويلة. كما رحل أيضا منذ أيام الكاتب والإعلامي المعروف مولود عاشور، عن عمر يناهز 64 عاما. ولم يستثن الموت إطارات المؤسسات الثقافية، التي عرفت فقدان مدير المسرح الجهوي لقسنطينة، السيد فريد بوكرومة، ومدير الثقافة لولاية تيسمسيلت السيد محمد داهل، إلى جانب المديرة السابقة للمكتبة الرئيسة للمطالعة بعين تيموشنت، الدكتورة سميرة بلبشير، والمجاهد حسين سنوسي، المدير العام السابق لديوان رياض الفتح.