حنان حملاوي علي موت واقف ..صرخة مدوية حفظها جيل الاستقلال من خلال فيلم العفيون والعصا .. مشهد لم تستطع أن تمحوه السنون، فكلما ذكر اسم الفنان سيد علي كويرات إلا ويحضرنا المشهد المؤثر "علي موت واقف". فقدت الجزائر أول أمس واحدا من نجومها المميزين الذين أضاءوا قاعات السينما الجزائرية لسنوات، سيد علي كويرات الفنان الذي تمكن من كسب قلوب الملايين من الجمهور الجزائري والعربي ورسخ في ذاكرتهم صورا عن نضال الشعب الجزائري وقيم الثورة الجزائرية ووحشية الاستعمار الفرنسي، فمن منا لا يذكر رائعة "أبناء القصبة "، العفيون والعصا "وقائع سنين الجمر"، "ديسمبر" والعديد من الأفلام الجزائرية والأجنبية الأخرى "عودة الابن الضال و"الأقدار الدامية" وغيرها من الأعمال السينمائية المتميزة التي تضاف إلى مساره المسرحي المتميز والذي لا يخلو من اإنجازات. فمنذ أيام فقدنا واحدا من أكبر النقاد المسرحيين صالح لمباركية وقبلها بأشهر قليلة رحلت عنا الفنانة فتيحة بربار، ليرحل عنا كويرات بعد مسيرة فنية عمرها أكثر من 60 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض وسنوات من التهميش من قبل الجهات المعنية التي لم تصلها صرخة علي وتجاهلته لسنوات، ولم تعرف وضعه إلا من خلال وسائل الإعلام التي كانت تنقل وضعه الصحي أول بأول فالتفتت إليه الأنظار وتهافتت بعض المؤسسات الرسمية عليه من أجل أن تظفر بشرف علاجه من المرض الذي تسبب في بتر رجليه بعد ثلاث عمليات جراحية، أولها كانت منذ أكثر من شهر بمستشفى وهران أما الثانية والثالثة فكانت بمستشفى عين النعجة العسكري، لكن الأقدار تشاء أن يرحل عنا كويرات عن عمر ناهز 82سنة. قالوا عن سيرة الرجل: الرئيس عبد العزيز بوتفليقة: إنه فنان من طينة الكبار على إثر وفاة الفنان القدير سيد علي كويرات أمسية أمس الأول بمستشفى عين نعجة العسكري عن عمر يناهز 82 سنة بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية لأسرة الفقيد والأسرة الفنية حيث قال "إن الساحة الفنية تفقد أحد أيقوناتها وهو من طينة الكبار الذي ارتبط اسمه بروائع الأعمال في السينما والمسرح والتلفزيون". هذا، وعدد الرئيس بوتفليقة مناقب الراحل الذي قال بأنه من أبرز الوجوه التي صنعت السينما الجزائرية فأرخوا بذلك لثورة أول نوفمبر المجيدة بمشاهد سينمائية تحفظ الذاكرة الجماعية واصفا إياه بالمدرسة التي تعلمت منها أجيال بأدائه وأخلاقه المتميزة. وزيرة الثقافة نادية لعبيدي: سيد علي كويرات ممثل قدير ومتميز أشادت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي بالمسار الفني الحافل وبنضال الممثل سيد علي كويرات الذي وافته المنية أمسية أمس الأول الأحد معتبرة إياه ب "الممثل القدير والمتميز". وأكدت لعبيدي في برقية تعزية أمس أنه "برحيل الممثل سيد علي كويرات تكون الساحة الفنية قد فقدت أحد عمداء السينما والمسرح في الجزائر". وأضافت الوزيرة أن المرحوم تألق في أعمال عديدة من خلال أدائه أدوارا تروي أحداث ثورة نوفمبر المجيدة وغيرها من الأعمال التي ستخلد اسمه. مدير المسرح الوطني محمد يحياوي: رحيل كويرات خسارة كبيرة للفن الجزائري قال مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي إنه برحيل الممثل سيد علي كويرات فقدت الساحة الجزائرية قامة من قاماتها الفنية التي كرست حياتها للفن وتركت بصمتها فيه، مضيفا: "سيدي علي كويرات رحمه الله له إسهامات كبيرة في مجال المسرح من خلال أعمال متميزة لا زالت راسخة في الذاكرة رغم مرور سنوات، كما لا يمكن أن ننسى مساره الفني المشرف في مجال السينما والأفلام التي مثلها ومازالت مشاهدها عالقة في أذهاننا إلى غاية اليوم". واعتبر يحياوي رحيل سيد علي كويرات خسارة كبيرة للفن الجزائري فهو الفنان المبدع والمناضل الذي انضم إلى الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني. المخرج محمد حويدق: فقدان كويرات يحدث اختلالا في الساحة الفنية رفض المخرج محمد حويدق الحديث عن الظروف التي سبقت وفاة الفنان الكبير سيد علي كويرات قائلا بأن المهم اليوم هو تذكر عطاءاته الفنية والإنسانية في الساحة الفنية الجزائرية. وقال حويدق بأن الأعمال السينمائية والمسرحية التي قدمها سيد علي كويرات لم تحمل شيئا من ملامح شخصيته الطيبة والكريمة، زيادة على قيمته الفنية التي تحدث حالة من الاختلال في توازن السينما الجزائرية بفقدانه وهو الذي صنع أمجاد السينما والمسرح وقدم أعمالا ستظل في الذاكرة على غرار فيلم العفيون والعصا لأحمد راشدي وتجار الأحلام. الممثلة شافية بودراع: لن نوفيه حقه وأعماله تتحدث عليه قالت الممثلة القديرة شافية بوذراع التي حدثتنا من بيت المرحوم سيد علي كويرات بأن كل الكلمات لن تكفي لرثاء سيدعلي كويرات أب المسرح ورفيق دربها في السينما, وقالت محدثتنا التي بدت متأثرة جدا بوفاة فقيد الجزائر بأنه لا يمكن لأي كان أن يوفي المرحوم حقه بالكلام لأن أعماله تتحدث عنه. السيناريست عيسى شريط: كويرات أخرجني من دائرة التهميش استحضر السيناريست عيسى شريط ذكرياته مع الفنان الراحل سيد علي كويرات وقال "كان لي الحظ أن جسد الفنان الكبير أحد سيناريوهات الأفلام التليفزيونية التي كتبتها، والذي أخرجه السيد حاج رحيم (الفيلم من بطولة المرحوم سيد علي كويرات وآخرون) تحت عنوان "خالي".. كنت قد حضرت لأول مرة بلاطو التصوير كزائر فقط بأحد سدود برج بوعريريج، وكنت أشعر بالتهميش والحرج والإحساس بأن حضوري طفيليا أحرجني أكثر.. وإذ بالمرحوم سيد علي كويرات يقترب مني وسألني باحترام (أنت السيناريست) / قلت له (نعم) في خجل.. وإذ به يمسك يدي بحرارة ويهمس لي (عملك هايل) وشكرني ثم ابتعد للعمل، مضيفا: "لقد أسرني ذلك كثيرا وأثلج صدري .. وتأكدت حينها أن هذا الرجل فنان محترف ومحترم وأنيق وصاحب لياقة تميزه عن باقي الحاضرين الذين بدوا لي متكبرين يفتقرون لقيم اللياقة…. ليتجدد اللقاء مرة أخرى بمناسبة عرض الفيلم ببرج بوعريريج وتنظيم والي الولاية عشاء على شرفهم.. اقترب مني مرة أخرى وقد بدا مستأنسا لشخصي، وأقسم قائلا: " إذا جئت إلى العاصمة تعالى لتقيم عندي فلي بيت واسع ولا تذهب إلى الفندق.." واكتشفت قيمة أخرى يمتلكها هذا الرجل.. الكرم.. الله يرحمك يا سيد علي الكويرات الله يرحمك. الممثل عبد الحميد رابية: كويرات رحل في ظروف مأساوية الفنان المسرحي عبد الحميد رابية اعتبر وفاة الفنان سيد علي كويرات خسارة كبيرة للثقافة الجزائرية وهو الذي وهب كل حياته خدمة للفن "فنان مخضرم عاش الحقبة الاستعمارية والاستقلال، مناضل وعضو الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني". ووصف رابية سيد علي كويرات بالفنان الحقيقي المحترف والذي قلما نجد مثله وبخسارته يقول : "نكون قد فقدنا واحدا من أبرز العمالقة الذين رحلوا عنا ولم يبق منهم إلا بعض الأسماء التي تعد على الأصابع". كما عبر رابية عن استيائه من الظروف التي غادر فيها كويرات مثله مثل بقية الفنانين الذي رحلوا في ظروف قاهرة لا تليق بسمعة الفنان الجزائري "الفنان الجزائري دائما يغادر في ظروف مأساوية وهذه الوضعية أصبحت مقلقة جدا، وهذا الوضع تتحمله الدولة الجزائرية التي لا تهتم بالثقافة". وخلال حديثه استحضر رابية ذكرياته مع الرجل حيث جمعته عدة أعمال مسرحية بسيد علي كويرات أهمها "البوابون "، "الدهاليز، "صوت بائع متجول" وغيرها من الأعمال التي أبدع فيها وكان لي الشرف أن تعاملت معه. الممثل حسان بن زراري: السينما الجزائرية فقدت عميدها ترحم الفنان والممثل الكبير حسان بن زراري بحزن كبير على روح فقيد السينما الجزائرية "سيدي علي كورات"، مستذكرا خصال الرجل الذي قال بأنه عرف بإنسانيته الكبيرة وكرمه وجديته واحترافيته الكبيرة في العمل. وأفاد بن زراري الذي كان قد جمعه بفقيد الجزائر فيلم "يوميات أصدقاء" الذي أخرجه لخضر حامينا العام 1975 بأن سيدعلي كويرات كان وسيظل مثالا ونموذجا للفنان الجزائري الذي خدم السينما والمسرح وأفنى شبابه في خدمة الثقافة الجزائرية. وتأسف بن زراري في تصريحه للحوار للأوضاع المزرية التي عاشها كويرات قبل مرضه وبعده في صمت ودون أي لفت للانتباه وهو الذي يشهد انسحابه من المشهد الإعلامي الجزائري منذ سنوات رغم ما قدمه للجزائر، ليتوقف محدثنا ويقول بالكلمة الواحدة السينما الجزائرية اليوم فقدت عميدها".