قلب بغداد بونجاح طاولة الهدافين على يوسف بلايلي، في يوم هجومي قوي، من ناديه السد القطري الفائز بثمانية أهداف نظيفة، على حساب فريق السيلية، بعد أن تمكن من تسجيل رباعية رفعته إلى قمة الهدافين ومتقدم على يوسف بلايلي صديق طفولته الذي غيّر الكثير في الدوري القطري عندما احتل المركز الأول في الهدافين في ظرف وجيز، بالرغم من أن غالبية أهداف بلايلي جاءت من ركلات جزاء، إضافة إلى أن بلايلي صار يلعب كرأس حربة وليس كجناح أيسر كما هو معلوم. لعب السد القطري رائد الدوري العام 13 مباراة لحد الآن وهو المتسيّد للترتيب، سجل فيها بونجاح 12 هدفا، بعد بداية متعثرة ترك فيها مهنة التهديف لزميله في الفريق اللاعب الإسباني كازولا، الذي سجل لحد الآن تسعة أهداف، كما أن بونجاح يحتل أيضا المركز الرابع في الدوري القطري في التمريرات الحاسمة بخمس تمريرات، خلف زميلة كازولا وأيضا سفيان هني والبرازيلي ديدو لاعب الدحيل، وبعد أن انتزع بغداد بونجاح المركز الأول من أقدام يوسف بلايلي صاحب 11 هدفا كان آخرها، الخميس، أمام الخريطيات، فإننا سنتابع في الأيام القادمة صراع الأهداف بين اللاعبين الجزائريين، وهو ما سيرفع مستواهما ويكونان في يوم مباراة الخضر في قمة تألقهما، وهناك من يرى سبب تألق أو انتفاضة بغداد بونجاح إلى العودة القوية ليوسف بلايلي، المرشّح للانتقال إلى السد القطري في الميركاتو الصيفي. بلغ بغداد بونجاح في الثلاثين من شهر نوفمبر الماضي التاسعة والعشرين، ومازال يحيّر أنصار الخضر برفضه اللعب في أوربا وهو ما جعل البعض يرى بأن بونجاح يريد المال ويخشى المستوى العالي وربما يخاف من نفس مصير إسلام سليماني الضائع حاليا في إنجلترا بعد نصف موسم أبيض من دون لعب مع ناديه ليستر سيتي. عندما تنقل بغداد من الحراش التي لعب لها موسمين إلى سوسة وتقمص ألوان النجم الساحلي التونسي سنة 2013 ظننا بأن الانتقال إلى الجار الشرقي هو خطوة أولى من أجل بلوغ أوربا، ولكن مرت أكثر من سبع سنوات وبقي اللاعب في المستوى المتوسط. بغداد بونجاح الذي ترك وهران وانتقل إلى العاصمة في سن العشرين، لم تضع فرصته مع نادي أوروبي كبير فقط، وإنما أيضا مع المنتخب الوطني، حيث بقي على الهامش وبقي الاعتماد بالكامل على إسلام سليماني وحتى لو حقق الخضر تأهلا لمونديال قطر في سنة 2022 فسيكون بغداد قد تجاوز سن الواحدة والثلاثين، لأجل ذلك فقد كانت آخر فرصة لابن وهران هي الانتقال إلى أوربا وأحد دورياتها الكبرى خاصة بعد التتويج باللقب القاري في مصر، ولكنه فضل البقاء حيث المال واللعب المسالم وانعدام ضغط الجمهور. سيكون بونجاح من اللاعبين المعوّل عليهم في تصفيات كأس العالم بالرغم من مزاحمة آندي ديلور له، وسيجد إسلام سليماني نفسه على الهامش، مع إمكانية عودة إسحاق بلوفضيل، لكن بونجاح له كل الحظوظ للحفاظ على مكانته ضمن ركائز الخضر على الأقل إلى غاية مونيال قطر 2022. يعيش بغداد بونجاح مثل الملك في الدوحة، وأمامه صورة إسلام سليماني وهو يعاني نفسيا بعد أن فقد معالم الملعب والشباك، ولأن كأس العالم القادمة ستلعب في قطر، فإن بغداد في حالة تأهل الخضر سيلعب في ملعبه وفي أجواء تعوّد عليها، ويبقى للأسف أنه لم تكن له الجرأة للعب في أوربا حيث المستوى العالي والدفاعات المعقدة التي يصعب تجاوزها، ففضل أن يعيش بقية مشواره الكروي في سلم وأمان بعيدا عن الضغط واللعب الخشن، حتى وإن كان الجمهور الجزائري قد خاب أمله في بغداد بونجاح لأنهم أرادوه في دوري إيطالي معقد بدفاعاته أو إنجليزي قوي بمهاجميه، ففي بعض الأهداف التي يسجلها في قطر يتخيل المشاهد بأنه يتابع مباراة من دون منافس وأهداف من بغداد من دون جهد كبير، عكس المعارك التي يعيشها ديلور في الدوري الفرنسي ومحرز في إنجلترا أو إسحاق بلفوضيل في ألمانيا، أو حتى إسلام سليماني عندما كان يلعب لسبورتينغ لشبونة البرتغالي. أكيد أن رباعية بونجاح ستفتح شهيته أكثر مع ناديه ومع المنتخب الجزائري، وتضعه على السكة المطلوبة في رحلة تصفيات كأس العالم التي ستلعب قريبا وتتطلب حسا تهديفيا داخل وخارج الديار. ب.ع