شهدت الأشهر الأخيرة تزايدا في عدد عقود الزواج، على الرغم من الظرف الصحي الصعب جرّاء تفشي فيروس كورونا، وقرار الحكومة بمنع إقامة التجمعات العائلية والأعراس، إلاّ أن بعض العائلات فضلّت تزويج أبنائها وبناتها في هذه الظروف الصحية، للتقليل من التكاليف التي قد تتكبدها في الظروف العادية، التي تحتم على العريس توفير مستلزمات إقامة العرس، بداية من تأجير قاعة للحفلات، واقتناء مستلزمات الحلويات والأطباق التي تقدم للمدعوين، ناهيك عن المصاريف الأخرى المتعلقة باقتناء بعض الأشياء التي أصبحت من الضروريات في العادات والتقاليد التي تميز أعراس الجزائريين في ليلة العمر. وقد تجاهلت العائلات جميع التدابير المتخذة لمجابهة فيروس كورونا، وقرر بعضها إقامة حفلات للزواج في إطار ضيق، يجمع أفراد العائلة المقربين فقط، ويوفر عليها تكاليف تأجير قاعة الحفلات التي لا يقل سعرها في أحسن الأحوال عن مبلغ 30 مليون سنتيم، دون احتساب مصاريف الإطعام وتأجير أجهزة الغناء والتصوير وغيرها من المستلزمات الأخرى، والتي لا تقل تكلفتها إجمالا عن مبلغ 50 مليون سنتيم في أحسن الأحوال ليتجاوزه بكثير ويصل حتى 120 مليون سنتيم، بحسب عادات وتقاليد كل عائلة، وهو ما قد يوفره العروسان في بداية حياتهما الزوجية. وكانت حفلات الزفاف قد توقفت في الجزائر بشكل شبه كامل بعد تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد أواخر شهر فيفري من السنة الماضية، حيث كشفت الأزمة الصحية التي تشهدها الجزائر منذ نحو سنة كاملة على غرار باقي بلدان العالم، أنّ مخططات الزفاف قد تغيرت وانقلبت رأسا على عقب لدى الكثير من العائلات الجزائرية، واكتشف الجميع بأن الوقت قد حان لاختفاء العديد من الطقوس والعادات المكلفة والتي ظلّت مرتبطة بأعراس وحفلات زفاف الجزائريين منذ عدّة عقود.