في الوقت الذي "يقطع" فيه الزوج لسانه قبل أن يدخل إلى بيته في المساء، ينبت للزوجة ألف لسان ولسان! وفي اللحظة التي تلّح الزوجة على معرفة سبب "سكوت" زوجها الدائم كلما عاد إلى البيت، يجيبها "بسكوت" يفجّر أوعيتها الدموية! وقبل أن تقرّر الانسحاب من المعركة "أحادية الجانب"، تُسمعه الموشح الأخير: "احتفظ بثرثرتك لأصدقائك فقط". وقد لا ترفع الزوجة الراية البيضاء من المرة الأولى والثانية وربما العاشرة، ولكنها في الأخير تستسلم بعد أن تستهلك طاقة كبيرة في "إنطاق" هذا المخلوق، فتقرر أن تلوذ بالصمت المطبق، فيستريح الزوج ويستمتع أكثر بسكوته. هذا ما يُعرف "بالصمت الزوجي"، أو أسلوب "سكتم بكتم" الذي يعقبه مباشرة "خرس" عاطفي يُضعف الحياة الزوجية وينزع منها "الروح" و"الملح"، ويسبب أزمة نفسية للأطفال الذين يصابون بالانطواء ويتحاشون إقامة علاقة مع الأخريين. وكثيرا ما يكون الرجال هم مصدر هذه "الآفة" التي تصيب الحياة الزوجية وتدفع النساء إلى المزيد من الثرثرة. ويرجع الأخصائيون الاجتماعيون، وخبراء علم النفس، انتشار "الصمت" في الأسر العربية إلى عدة أسباب، من بينها: ضغوط الحياة فالزوج الذي يعاني من ضغوط نفسية في عمله، أو يواجه صعوبة في توفير متطلبات الحياة الكريمة لأسرته، يجعله يلجأ إلى الصمت كتعبير عن الخذلان الذي قابلته به الحياة. غياب الحوار عندما تغيب لغة الحوار بين الزوجين، ويعلو الصراخ ويندلع الشجار بينهما، يفضل أحد الطرفين أو كلاهما أن يلتزم الصمت. والصمت الذي نقصده ليس الذي يرجى منه إحلال السلام، بل يعني أن الطرف الآخر الذي هو الزوجة في الغالب، لم تعد تعني لزوجها أي شيء. المفهوم الخاطئ للقوامة يعتقد بعض الأزواج أن التحدث المستمر مع الزوجة ورفع التكلف بينهما، من شأنه أن يُضعف قوامته وينقص من رجولته. فقدان الاهتمام تحدث حالة من "الانفصال" العاطفي بين الزوجين الذي يؤدي إلى بروز مشكلة الصمت عندما لا تكون هناك اهتمامات مشتركة بينهما، فيلوذ كل واحد منهما إلى الأمور التي تُشبع فضوله وتحقق له التوازن النفسي بعيدا عن الطرف الآخر. النكد الزوجي يلجأ الزوج إلى "قطع" لسانه عندما تكون زوجته من النوع النكدي الذي يثير المشاكل ويكثر الشكوى تحاشيا للدخول معها في صراعات وشجارات مستمرة. الملل الزوجي عندما يشعر أحد الطرفين بفقدان الاهتمام بشريك حياته الذي أصبح مملا في شكله وتصرفاته، يبدأ في الانسحاب من حياته شيئا فشيئا لدرجة أنه ينكر عليه كل مزاياه وايجابياته. النشأة والتربية أحيانا تكون المرأة هي الطرف السلبي الذي يجيب باقتضاب عن أي سؤال ويمتنع عن الحديث، ذلك لأنها حرمت في طفولتها من التعبير عن آرائها بحرية لأنها تلقت تربية سيئة أقنعتها أن المرأة أقل شأنا من الرجل مما يجعلها تتهرب من التحدث إلى زوجها. لا لتوريث الخرس للّأبناء من الظلم أن يورّث الآباء والأمهات "الخرس" لأبنائهم بممارسة هذا الفعل لسنوات طويلة أمام أعينهم مما يجعلهم "يتشرّبون" هذا السلوك عندما يصلون إلى مرحلة الارتباط، لذلك على الأزواج مراعاة هذا الجانب. احترمي سكوته بعض السكوت لا يضر، هذا ما يجب أن تعرفه الزوجة، فإذا لاذ الزوج للصمت لبعض الوقت، فربما كان يعاني من بعض المشاكل أو يفكر في أمر مهم، لذلك على الزوجة أن تحترم سكوته. زوجك ليس مركز الكون بعض الزوجات يعتقدن أن الزوج هو مركز الكون، وأن حديثها إليه بالساعات يجعلها تشعر بكيانها. فإذا سكت هذا الرجل عن" الكلام المباح" أصيبت المرأة بالاكتئاب وشعرت بحالة من القلق والخوف، ولذلك ينبغي على الزوجة أن تمارس حياتها بشكل طبيعي وتلتفت إلى هواياتها إلى أن يخرج الزوج من حالة الصمت عندما تكون هذه الحالة طارئة فقط. شاركيه اهتماماته ينصح الخبراء النفسانيون الزوجة التي يعاني زوجها من الصمت، بمشاركته هواياته التي يحبها، ومتابعة برامجه المفضلة معه. وإذا رغبت الزوجة في معرفة أسباب سكوت زوجها الدائم، فعليها أن تختار الوقت المناسب لتناقشه بهدوء في هذا الأمر.