انسحب دبلوماسي مغربي، من ندوة عقدها الأمين العام لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي، الثلاثاء، بمقر جريدة الشعب بالجزائر العاصمة. وجاء انسحاب ممثل سفارة المغرب، احتجاجا على سؤال طرحه صحفي على الأمين العام لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي، بخصوص رأيه في تطبيع المملكة المغربية علاقاتها مع الكيان الصهيوني. واعتبر ممثل السفارة المغربية سؤال الصحفي بمثابة تهجم ضد بلاده. واثار انسحاب الدبلوماسي المغربي استغراب الحاضرين، كون الامر يتعلق بندوة صحفية تطرح فيها كل القضايا. ورد بأنه جاء بحسن نية ولكن هذا السؤال فيه تهجم على بلده المغرب. سعيد مقدم: حلم الاندماج المغاربي بعيد المنال قال الأمين العام لمجلس شورى لاتحاد المغرب العربي، سعيد مقدم، إن حلم شعوب الدول المغاربية في تحقيق الاندماج والتكامل لا يزال بعيد المنال. ولدى استضافته في منتدى جريدة "الشعب"، أوضح مقدم أن غياب التعاون والتنسيق في العمل الوحدوي بين الدول أعاق تنشيط هياكل الاتحاد المغاربي التي سيكون مآلها الزوال. وتطرق المتحدث للعديد من العوائق التي تقف حاجزا في وجه التكامل بين الدول المغاربية، أبرزها استمرار الخلاف حول القضية الصحراوية التي تنتظر مخرجا في إطار الأممالمتحدة، وكذا ملفات عالقة بخصوص الحدود بين بعض الدول، إضافة إلى التفاوت الاقتصادي بين الدول وهشاشة الاقتصاد وعدم جاذبية الأسواق وافتقارها للمنافسة. وبخصوص العوامل الخارجية التي أثرت تحقيق التكامل المغاربي، اتهم سعيد مقدم الاتحاد الأوروبي بعرقلة وتفعيل وتجانس البناء المغاربي وحرصه على بقاء المنطقة تابعة له تجاريا. وأبرز أن هذه الهيمنة ظهرت جليا في عقود الشراكة التي وقعتها الدول المغاربية بشكل منفرد مع الاتحاد الأوروبي، هذا الأخير عمل على إفشال قيام أسواق مغاربية والمنطقة المغاربية الحرة. وأضاف سعيد مقدم أن فرنسا عملت على التشويش على الاتحاد المغاربي عبر إطلاق مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، كما أن الثورات التي عرفتها بعض الدول المغاربية، أعاقت مسار التكامل ودفعت هذه الدول للاهتمام بسياساتها الداخلية على حساب التكامل والاندماج المغاربي. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المنطقة المغاربية، قال المتحدث إنها تتمثل في الأمن وخصوصا الأمن الغذائي بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن المنطقة بحاجة لخطط مشتركة للتعاون في المجال الفلاحي واستغلال الموارد وتوزيعها ووضع بنك معلومات للقطاع الفلاحي وتطوير البنى التحتية التي بدونها لا يمكن الحديث عن الاندماج والتكامل. وذكّر سعيد مقدم بأن حجم التبادلات ضعيف جدا مقارنة بالإمكانات التي تحوزها الدول وحجم التبادلات مع الدول الأخرى، مشيرا أن حالة اللاتكتل تسبب خسارة للدول المغاربية تقدر ب 6 ملايير دولار سنويا على مستوى التبادلات التجارية، إضافة إلى خسارة 2 إلى 3 نقاط في معدلات النمو. وقال إن تحقيق التكتل من شأنه خلق سوق لقرابة 100 مليون نسمة في المنطقة، ورفع دخل الفرد السنوي إلى 12 ألف دولار. ودعا الأمين العام لمجلس شورى الاتحاد المغاربي إلى تعيين فريق عمل من الدول مهمته وضع دراسات حول سبل التكامل بين الدول، مؤكدا أن التحديات الكبيرة تحتاج إلى إعادة الدفء للعلاقات بين الدول.