أجّلت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران مجددا وللمرة الثالثة على التوالي، الأحد، البت في قضية الانخراط ضمن جماعة إرهابية وارتكاب جرائم القتل العمدي، المتابع فيها جامعيان في تخصص الهندسة، وهذا بسبب تعذر إحضار متهم المتواجد حاليا في مؤسسة عقابية بولاية أخرى، وهذا إلى غاية تاريخ 04 ابريل 2021 مع المطالبة بإجراء محاكمة عن بعد لصالح المتهم الغائب. تعود وقائع القضية إلى تاريخ 20022016 بمستغانم، أين تلقت مصالح الأمن الولائي مكالمة هاتفية، تضمنت إبلاغا عن تواجد الإرهابي المدعو (ع. م) بمسكنه العائلي رفقة إرهابي آخر يسمى (ب. م)، والقول أن كلاهما يرغب في تسليم نفسه لمصالح الأمن للاستفادة من تدابير تُمنح لمن يسلمون أنفسهم، ليتم القبض عليهما مع حجز سلاحي كلاشينكوف، 179 خرطوشة، 5 قنابل يدوية، هواتف نقالة، بطاقات ذاكرة، صدريتين حاملتين للذخيرة إلى غير ذلك، كما تبين أيضا أن المعنيين كانا محلا عدة أوامر بالقبض، وصدرت في حقيهما أحكام نهائية بالسجن عن تورطهما في جنايتي الانخراط في جماعات إرهابية والقتل العمدي. وأمام الضبطية القضائية، كان المدعو (ع. م) قد اعترف بالتحاقه في سنة 2007 بالجماعات الإرهابية عندما كان طالبا جامعيا في قسم الإلكترونيك نتيجة تأثره بالغزو الأمريكي على العراق، كما كشف عن هوية من كانوا معه ضمن تلك الجماعة، بمن فيهم عناصر قال أنهم كانوا يواصلون آنذاك نشاطهم بين ولايتي تيبازة وعين الدفلى، أين تعرف على المتهم الثاني (ب. م)، فيما أشار إلى اقتصار مهمته على العمل في مجال الإعلام الآلي وإعداد الأقراص السمعية لصالح ذات التنظيم، أما المدعو (ب. م) فصرح أن التحاقه بالجماعات الإرهابية كان في سنة 1994، وقد بدأه بجرائم السطو على منازل عائلات وسلبها أسلحتها، وكذا تنفيذ كمائن وجرائم قتل خلال عمليات التمشيط التي كانت تباشرها أنذاك قوات الجيش بمناطق تواجد الإرهابيين. وخلال التحقيق القضائي، أنكر (ب. ع) تورطه في عمليات التقتيل والسرقة والقيام بأعمال إرهابية، لكنه تمسك باعترافاته بحمل سلاح ناري وذخيرة دون رخصة، والتحاقه بالجماعات الإرهابية، مبررا إقدامه على ذلك برغبته في العبور إلى العراق بعد الغزو الأمريكي عليه للمشاركة في تحريره، وكذلك أقّر المدعو (ب. م)، الذي كان طالبا جامعيا بقسم الهندسة الميكانيكية، باتصاله بأمراء إرهابيين في عدة ولايات، منهم قادة بن شيحة، أمير منطقة الغرب الجزائري الذي قضت عليه قوات الجيش سلمه سلاحا، قبل أن يتم تحويله إلى جماعة (حماة الدعوة السلفية) للقيام بالتدريس بدل المشاركة في العمليات الإرهابية بعد إصابته بالربو، قبل أن يقرر تسليم نفسه.