كشف وسيط الجمهورية كريم يونس، خلال لقاء جمعه بمندوبي وساطة الجمهورية بولايات الجنوب الغربي، أن انزعاج بعض المؤسسات والإدارات العمومية من عمل الوساطة جعلهم يعاقبون المواطنين الذين يلجؤون إلى هيئته وقال: "أنا اليوم لا أتردد في القول إننا سجلنا ردود فعل سلبية من بعض الهيئات الإدارية في تعاملها مع مواطنين بشكل يفهم منه معاقبتهم بسبب لجوئهم لهيئتنا"، مضيفا أن "هيئته لن تسكت عن هذه الممارسات المنحطة التي تمس بمصداقية الإدارة نفسها التي تعاملت بهذا الأسلوب وتطعن في هيئة وسيط الجمهورية". وقال كريم يونس إن عمل وساطة الجمهورية، يتطلب أن يلقى التجاوب والتعاون والتفهم وحسن النية من طرف جميع المؤسسات والهيئات العمومية التي يتم إخطارها لحلحلة مشاكل وانشغالات المواطنين عن طريق التنسيق والتعاون خدمة لانشغال المواطن والاهتمام بهمومه. وأشار المتحدث إلى أن المواطن في الجنوب يطمح للحصول على السكن والشغل والتعليم والخدمات الصحية وتحسين الإطار المعيشي والحياة اليومية ويسعى المواطن إلى تحقيقها بلجوئه إلى مختلف الهيئات والإدارات العمومية التي يجب أن تكون خدماتها في مستوى تطلعات المواطن، مضيفا أن البيروقراطية واقع يعيشه المواطن يوميا في أروقة الإدارات العمومية ولا يمكن نكران هذه الحقيقة أو تجاهلها، كما أن السكوت عن هذا الواقع المر يزيد من تفاقم ظاهرة البيروقراطية ويفقد ثقة المواطن في مؤسسات الدولة ويصاب بالإحباط واليأس. وأضاف المتحدث أن تأسيس هيئة وساطة الجمهورية من طرف رئيس الجمهورية في إطار بناء الجزائر الجديدة وجعلها تستمد سلطتها منه مرده إدراكه بحجم الواقع المبكي الذي يتخبط فيه المواطن وجعلها آلية لمواجهة البيروقراطية وتكريس دولة القانون وجودة الخدمة العمومية في جو من الشفافية والوضوح. وقال يونس إن واجب الأمانة يتطلب الكلام بصوت مرتفع دون أي حرج أن مختلف المظاهر المشينة التي عكرت جو العلاقة بين المواطن ودولته بعيدا عن لغة المجاملة وبشجاعة عن مختلف أشكال البيروقراطية والتهميش والحقرة، مشيرا إلى عقد لقاءات دورية لإيجاد الصيغة الملائمة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطن وترقيتها لأن من مساعي جهاز الوساطة تقوية مؤسسات الدولة عن طريق ضمان انخراط حقيقي للمواطن باعتباره صمام أمان لاستقرار المؤسسات واستمراريتها وإرجاع الثقة بتجاوب الجميع تجسيدا للإرادة المعبر عنها من طرف السيد رئيس الجمهورية بغية الاستماع لانشغالات المواطن وتحسين إطاره المعيشي.