مضطر جمال بلماضي في مواجهة زامبيا التي تجري، الخميس، لأن يبذل الكثير من الاجتهاد وتغيير خططه التكتيكية، لكبح جماح منتخب زامبيا، الذي لا خيار له سوى الفوز في أرضه من أجل ضرب عدة عصافير بحجر واحد من خلال إلحاق الهزيمة الأولى بمنتخب جزائري هو بطل إفريقيا الذي لم يتجرع الخسارة منذ قرابة سنتين ونصف سنة، وضمان مشاركته في "كان" الكامرون 2021 واسترجاع هيبته المفقودة والثأر من منتخب سحقه بخماسية في لقاء الذهاب الذي جرى قبل اندلاع جائحة كورونا. جمال بلماضي طار ظهيرة الثلاثاء ب 18 لاعبا إلى زامبيا، ولحق بهم خمسة لاعبين من المملكة العربية السعودية، أي بجموع 23 لاعبا من بينهم تسعة فقط كانوا في سفرية القاهرة التي انتهت بالتتويج باللقب القاري، وهم أوكيدجة وزفان وبلعمري وقديورة وبلايلي وبونجاح وسليماني ومبولحي وعبيد، وبين هؤلاء لا يوجد سوى خمسة فقط من التشكيلة الأساسية التي بدأت كان 2019 في مصر وهم الحارس مبولحي والمدافع جمال بلعمري ولاعب الوسط والمهاجمين بلايلي وبونجاح، وإذا نظرنا إلى الفورمة المتواضعة لمبولحي العائد من إصابة وبلعمري الذي لا يشارك مع ناديه ليون وثقل السنوات على عدلان قديورة، فمن المحتل أن لا يستغل جمال بلماضي في لقاء زامبيا سوى الزميلين في قطر المهاجمين بلايلي وبونجاح اللذان يمتلكان خبرة لا بأس بها في اللعب في إفريقيا وأيضا في المناطق الحارة ناهيك عن التفاهم الذي أبدياه في طريقة لعبهما سويا. أسماء كثيرة من نجوم الخضر لم تسافر إلى زامبيا ومن الأساسيين وعلى رأسهم فغولي وماندي ومحرز وبن ناصر وبن سبيعيني وعطال، يضاف إليهم عدد كبير من الاحتياطيين على رأسهم وناس وديلور وبوداوي ، وسيجد جمال بلماضي نفسه غير قادر على اللعب بالتأكيد بالتشكيلة الأولى، ولا الثانية التي جعلت من الخضر ظاهرة كأس أمم إفريقيا التي لعبت في 2019 في مصر، ومجبر على اللعب بمنتخب ثالث يتكون من نجوم منهم من سبق له اللعب للخضر مثل رشيد غزال المتألق هذا العام وثاني أحسن مقدم للتمريرات الحاسمة في أوربا بعد النجم الألماني ولاعب بيارن ميونيخ مولر، وقد يشرك لاعبين لم يكونوا في سفرية القاهرة مثل عبداللاوي وطوبة وزروقي وبلقبلة ودرفلو في مفاجأة ستحيّر المتتبعين لمشاور الخضر وستدهشهم لو تمكن عناصرها من ترويض المنتخب الزامبي القوي في عقر دياره خاصة أن فوز الخضر بخماسية في اللقاء الأول لم يكن مع سير المقابلة حيث تمكن رفقاء محرز في تلك المباراة من تسجيل خمسة أهداف من ست فرص سانحة فقط فكانت النتيجة غير عادلة لأن زامبيا لعبت مباراة قوية جدا وكانت قريبة للتسجيل لولا براعة رايس مبولحي. سيكون الفارق شاسعا جدا بين المنتخب الذي سيواجه زامبيا وذاك الذي سيستقبل بوتسوانا، فالمنافس الأول قوي جدا وسبق له التتويج باللقب القاري وسيلعب على أرضه، والمنافس الثاني متواضع وسيأتي إلى البليدة للعب في أجواء باردة جدا، كما أن رصيده من المشاركات في "الكان" صفرية، وإذا تحققت معادلة الإبهار في زامبيا بالتشكيلة الثالثة فإن الخضر سيكونون أمام مشكلة ليست في التشكيلة الأساسية وإنما في مقاعد الاحتياط، لأن لاعبين مثل آدم وناس أو هشام بوداوي أو سعيد بن رحمة أو آندي دولور لا يمكنهم تصوّر أنفسهم خارج القائمة الموسعة في شهر جوان مع انطلاق تصفيات كأس العالم في قطر، من دون الحديث عن لاعبين آخرين مازالوا يحلمون بالعودة إلى المنتخب الجزائري ومنهم سفيان هني ونبيل بن طالب وإسحاق بلفوضيل وحتى فوزي غلام بعد تعافيه من الإصابة، وكلام مهاجم زامبيا الذي ينشط في الدوري الجنوب إفريقي لونغو بأن منتخب بلاده جاهز للقتال من أجل الفوز على الخضر يضع اللاعبين الجدد والعائدين أمام مواجهة قوية سيكون الفوز فيها ملحمة كبيرة بالنسبة إليهم لأنهم يعلمون بأن حلم جمال بلماضي في الصمود من دون هزيمة كل هذا الوقت لا يمكن أن يتبخر في مقابلة زامبيا وكل لاعب يدرك بأنه في امتحان لا استدراك بعده لأن جمال بلماضي أبعد رشيد غزال قرابة سنتين ونصف من تشكيلة الخضر ومستعد لفعل ذلك مع آخرين لو انتهى امتحان زامبيا بالفشل. ب. ع