فاجأ، مساء الاثنين، طاقم طبي، من أطباء وشبه طبيين وحتى إداريين على مستوى مصلحة العمليات الجراحية، بالمؤسسة العمومية الاستشفائية أولاد رشاش، بشرق ولاية خنشلة، سيدة مريضة وفقيرة في الثالثة والأربعين من العمر، تنحدر من قرية الزاوية المحسوبة على مواقع الظل والتابعة، لبلدية ششار، بالمنطقة الجنوبية بالولاية، بهدية جعلتها تذرف الدموع من شدة التأثر، تتمثل في أقراط ذهبية أنيقة، تم اقتناؤها من قبل أفراد من الطاقم الطبي، من جراحين من مستشفى باتنة الجامعي، وأطباء وشبه طبيين من مستشفى خنشلة، أحاطوا بالمريضة بعد استفاقتها من التخدير بعد عملية ناجحة لاستئصال الزائدة الدودية، وبمجرد أن فتحت عينيها حتى بشّروها بنجاح العملية الجراحية، ثم أهدوها في بشرى ثانية الهدية، فذهلت من قيمة وروعة الحدث، ثم انفجرت بالبكاء. وقال مصدر من المستشفى ل"الشروق" إن إحدى الممرضات من ذات المستشفى بمجرد أن وطأت قدما المريضة المستشفى حتى تعاطفت معها وأشفقت على حالها حيث كان البؤس والحزن يخيّم على محياها، ثم ازداد تعاطفها معها، عندما أخبرتها بأن التحاليل المطلوبة منها والأشعة لأجل قبول ملفها الطبي، قبل إجرائها العملية الجراحية، تطلب منها بيع أقراطها الذهبية وهي آخر ما ورثته من أمها المتوفاة منذ سنتين، فنقلت الممرضة المتأثرة حالتها إلى الأطباء فجاء الاتفاق السريع على تعويضها بأقراط أجمل من المعدن النفيس، وأكثر أناقة من الأولى بالرغم من رمزية أقراط والدتها، وقد حاولت "الشروق" الحديث مع بعض الأطباء وشبه الطبيين ولكنهم رفضوا جميعا واعتبروا ما قاموا به خالص لله ولا يحتاج إلى الإشهار له، ولولا نشر الخبر من المريضة لما علم به أحد عل حدّ تعبير أحد الأطباء. يذكر أن مستشفى أولاد رشاش التي تبعد عن عاصمة الولاية خنشلة بحوالي 32 كلم لا يُجري العمليات الجراحية، ولكنه في هذه المرة قام بتوأمة مع المستشفى الجامعي بن فليس بمدينة باتنة فتم برمجة 24 عملية جراحية كان من بين الفائزين بموعد جراحي هذه السيدة التي قالت بأنها في طابور الانتظار والوجع منذ سنتين، قبل أن ينقشع غمام الآلام بعد التوأمة التي أجريت بين مديريتي الصحة لولايتي خنشلةوباتنة. وقالت السيدة بأن ملفها الطبي تطلب إدراج طلب إجراء العملي بمجموعة من التحاليل والأشعة، وإلا رٌفض فكان لزاما عليها التنقل من قريتها الزاوية إلى بعض المراكز الطبية الخاصة ولما علمت بأن الأمر يتطلب مبلغا لا يقل عن مليوني سنتيم ضحت بأقراطها أو كما قالت: آخر شيء تملكه، بالرغم من كون تقاليد منطقة خنشلة تفرض على المرأة ارتداء الأقراط ويدخل الأمر ضمن الموروث الشعبي والثقافي لقرى خنشلة ومنها الزاوية ببلدية ششار.