أكدت الجزائر أنها لن تغيّر موقفها المبدئي من قضية الصحراء الغربية التي تحتلها القوات المغربية، وشدّدت وزارة الخارجية، أن احترام قرارات هيئة الأممالمتحدة، والسماح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره، هو الحلّ الوحيد لطيّ الملف نهائيا. وردا على التصريحات التي أطلقها الوزير المنتدب للخارجية المغربية والتعاون، يوسف العمراني، من الأرجنتين، داعيا الجزائر إلى ما أسماه "تغيير موقفها من قضية الصحراء الغربية"، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية، أنه ليس هناك شكّ بأن بعض الأصوات والأطراف ترغب في الاستثمار أو الاستفادة من حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل بهدف تحقيق أمل مكبوت وملغم وإطلاق مزاعم كاذبة. وأوضح عمّار بلاني في تصريح مكتوب تسلمت "الشروق" نسخة منه، أمس، أن مثل التصريحات التي أطلقها الوزير المنتدب لخارجية المغرب، تعكس خفة اليد لمحاولة ليّ رقبة القانون الدولي وتجاوز الشرعية الدولية، مؤكدا أن السياق الإقليمي، يقتضي المشاركة في تسهيل البحث عن حلّ سياسي مقبول بما يتناسق مع روح ونص قرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن المنطق المغربي بإملاء "شروط مسبقة" يبقى مرفوضا جملة وتفصيلا. ودعا المتحدث باسم الخارجية الجزائرية، الطرف المغربي -بعد تصريحات يوسف العمراني- إلى تصفية موقفه المتصلّب وغير الواقعي الذي يهدف في ما يهدف إليه إلى إجهاض خيار الاستفتاء حول تقرير المصير ومحاولة فرض قبول "الحكم الذاتي" وفق التصوّر المغربي كخيار كما لو أنه كان. ..هذا المنهج المغربي المُرسل انطلاقا من إحدى عواصم أمريكا اللاتينية -(المساندة لقضايا التحرّر والمناهضة للاستعمار) - سيفشل لا محالة، حسب ردّ عمار بلاني، الذي أبرز أن الجزائر تؤكد إلى ما لا نهاية، موقفها المبدئي غير القابل للتنازل أو التفاوض، بشأن أولوية حقّ يبقى غير قابل للتصرّف، وهو حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير، موازاة مع ///بطاقات يطلقها الطرف المغربي، من الحين إلى الآخر، تعكس التفكير بالتمني كملاذ أخير، على الرغم من أن الشعب الصحراوي يملك وحده قرار تقرير مصيره بكل حرية وبدون قيود وتحديد مستقبله. بالموازاة، ردّا على عبارة: أن نزاع الصحراء الغربية، هو "صراع مصطنع فرضته الجزائر على المغرب"، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية، أن هذه المقاربة هي ضد الحقائق التاريخية، وهنا ينبغي العودة إلى جميع قرارات مجلس الأمن وكذا تقارير وتصريحات لجنة هيئة الأممالمتحدة، وتحديدا في ما يتعلق بتنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، خاصة تلك التي يسلط عليها الضوء تاريخ 14 ديسمبر 1960، وهنا ذكّر بلاني، بأن الصحراء الغربية مدرجة على قائمة الأممالمتحدة المتضمنة 16 إقليما غير متمتع بالاستقلال، وهي الأراضي التي تعتبرها الأممالمتحدة، بالأراضي التي لم تتخلّص بعد من ويلات الاستعمار. في هذه الأثناء، حاولت أمس الصحافة المغربية، بإيعاز من المخزن، التسويق لمعلومات احتيالية وتأويلات مفبركة، تتحدث عن تضمّن تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، لمحور "مطالبة الجزائر بفتح الحدود مع المغرب"(..)، كشرط لتفعيل اتحاد المغرب العربي بعد حلحلة قضية الصحراء الغربية، وهو الماركتينغ المغربي الكاذب، الذي أكدت بصدده مصادر ديبلوماسية، ل"الشروق"، أنها محاولة جديدة من المغرب لتغليط الرأي العام الدولي، ومحاولة تمرير أطروحاته اليائسة. وحسب ما توفر من معلومات ل"الشروق"، سيتم تقديم تقرير أوّلي من طرف روس إلى مجلس الأمن، في اجتماع يوم 20 أفريل المقبل، بعد الجولة التي قادته قبل أيام إلى الجزائر والمنطقة، في إطار مهمة المينورسو، تزامنا مع انتقال ضغوط المملكة المغربية إلى محاولة مفضوحة لإرغام الصحراويين على "الاعتراف بأنهم مغاربة" كشرط مسبق للسماح لهم بتقرير المصير!