قال القائد العسكري للمتمردين التوارق في شمال مالي، العقيد حسن فاغاغا، أن حركته أعطت أوامر لمقاتليها لوقف أي نشاط عسكري في المنطقة التي يعتقد أن خاطفي السائحين النمساويين نقلوهما إليها، وأن مفاوضات معهم تجري عبر وسطاء لإطلاق سراحهما، في ناحية تومبوكتو شمال البلاد إلى حدودها المشتركة مع كل من موريتانيا والجزائر وقال فاغاغا في اتصال مع الشروق أمس، أن قيادة الحركة لا تملك معطيات حول مكان وجود الرهينيتن، ولكنه بناء على ما تردده السلطات النمساوية بشأن فتحها اتصالات عبر وسطاء في مالي مع الخاطفين، والتخوفات المعلنة من ان تتعقد مهمة هذه الوساطة بسبب المواجهات الجديدة بين المسلحين التوارق والقوات المالية، فقد "قررنا المساهمة من جهتنا في إعطاء فرصة للمباحثات التي يقولون إنها جارية"، وأكد فاغاغا أن التوتر هدأ نسبيا بعد يومين من المواجهات الساخنة بين طرفي الصراع سقط فيها عدة ضحايا معظمهم في الجهة الحكومية، وعمد رجال باهانغا إلى أسر أكثر من 30 عسكريا ماليا، وأكد فاغاغا أن الأجواء العامة في إقليم كيدال وضواحيه لازالت مشحونة وتنذر بتجدد المواجهات في أي لحظة، ونقلت تقارير إعلامية عن قائد المسلحين التوارق ابراهيم باهنغا، رفضه هدنة جديدة تفضي الى إطلاق سراح الأسرى، اقترحها وسطاء محليون لوقف المعارك الدائرة بين فصيله والقوات المالية، قبل ان تنسحب من الشمال وتشرع في تنفيذ اتفاق السلام الموقع في الجزائر، كما قال. من جهتها، أبدت السلطات النمساوية تفاؤلها بشأن المفاوضات الجارية مع خاطفي الرهينتين النمساويتين، وقالت انها واثقة من تمديد المهلة الأخيرة التي حددها تنظيم "القاعدة" بأسبوع واحد انتهى ليلة أول امس الأحد. وقالت وزارة الخارجية النمساوية في بيان نشر الأحد "ان خلية الأزمة ترى بناء على المعلومات التي تملكها حاليا انه سيكون هناك المزيد من الوقت للقيام بجهود مكثفة بعد انقضاء مهلة منتصف ليلة الأحد"، غير ان المتحدث باسم الوزارة بيتر لاونسكي اكد انه لا يوجد تمديد للمهلة بشكل صريح. وأضاف "من اجل سلامة الرهينتين والأشخاص العاملين على الميدان لا نريد ان نقدم المزيد من التفاصيل". وزاد من غموضها نفي مؤسسة القذافي - التي يديرها نجل الزعيم الليبي معمر القذافي - ما تردد من قبل عن اضطلاعها بدور في التوسط للافراج عن الرهينتين النمساويتين.