قال الوسيط النمساوي، الذي ينسق مع الحكومة المالية في قضية السائحين المختطفين من "القاعدة"، أن "النمسا لم تباشر أي صفقة تفرض دفع فدية للخاطفين"، وهو الشرط الثاني الذي يبدو أن "القاعدة" تمسكت به للإفراج عن رهينتيها ومنحت السلطات النمساوية مهلة جديدة لتنفيذ مطالبها، تنتهي ليلة غد الأحد، وحاول الوسيط النمساوي أنتون بروهاسكا، وهو سفير سابق في السعودية وفرنسا، طمأنة السلطات الجزائرية التي سبق أن بعثت إشارات الأسبوع الماضي إلى "كل الأطراف التي ترى نفسها معنية بأزمة الرهائن" أنها لا تقبل بدفع أي مقابل مالي للخاطفين سيستعملونه لدعم نشاطهم الإرهابي، وكان السفير أنتون بروهاسكا يتحدث أول أمس، من عاصمة مالي باماكو، التي يتابع منها الاتصالات الجارية مع خاطفي السائحين النمساويين، وأبدى تشاؤمه من انفراج قريب للأزمة ووصف الوضعية بأنها "جد معقدة وحرجة"، لكنه استدرك "نحن نعمل باستمرار مع أصدقائنا في مالي الذين نعتمد عليهم ولدينا ثقة كبيرة فيهم".ومنذ أيام تتفادى السلطات النمساوية بإصرار الإشارة إلى الدور المتقدم الذي أكد أكثر من طرف ان ليبيا تلعبه حاليا، لإطلاق سراح الرهائن، بعد أن نجحت في ربط اتصال متواصل معهم، ويعتقد بعض المتتبعين أن النمسا تريد قصدا تحويل الأنظار الى باماكو وعدم التشويش على اتصالات الوسطاء الليبيين.إلى ذلك، كشف جهاز الدرك الجزائري أن قائده اللواء احمد بوسطيلة سيستقبل نظيره المالي العقيد "سامبالا إيلو" في زيارة الى الجزائر تدوم أربعة أيام من 22 إلى 26 مارس الجاري. وقال الطرف الجزائري إن المباحثات ستدور حول "تبادل المعلومات ذات الطابع العملياتي ومحاربة شبكات الجريمة المنظمة" العابرة للحدود لبحث أطر ووسائل التعاون لمكافحتها، وتحضيرا لندوة المنظمة الإفريقية لأجهزة الدرك التي تستعد للانعقاد في العاصمة السنغالية دكار، لكن مصادر أمنية مسؤولة قالت "للشروق" إن الوضع الأمني الراهن في الصحراء المشتركة وأزمة الرهينتين النمساويتين ستكون حاضرة في المباحثات.ويعتبر العقيد سامبالا إيلو أحد كبار المؤسسة الأمنية في مالي، وقبل تعيينه مديرا للدرك الوطني قبل نحو سنتين شغل منصب نائب مدير، ثم مديرا لجهاز المخابرات في مالي لفترة طويلة، وهو بذلك أحد الذين مسكوا بأيديهم ملف الجماعات الإرهابية في شمال مالي لسنوات. وفي خضم ذلك، أعلن أول أمس الخميس، عن سقوط عدد آخر من القتلى والجرحى في صفوف القوات المالية، بالقرب من منطقة تنازواتين الحدودية مع الجزائر، عندما مرت سيارة عسكرية عبر منطقة سبق للمتمردين التوارڤ ان زرعوها بالألغام المضادة للأشخاص والسيارات، وهو الحادث الثالث من نوعه خلال أسبوعين.