الوساطة الجزائرية على موعد مع مهمة صعبة قال القائد العسكري للمتمردين التوارق في شمال مالي، العقيد حسن فاغاغا، أن حركته مستعدة للتجاوب مع الوساطة الجديدة التي أعلنت الجزائر الأسبوع الماضي استئنافها بين فصيله وحكومة باماكو، إلا أن المقاتلين التوارق لا يوافقون على وقف فوري لإطلاق النار "قبل تنفيذ حكومة مالي للشروط التي وضعوها لوقف العمليات"، وأهمها انسحاب القوات النظامية من المراكز المتقدمة المتواجدة بها بمنقطة تنزواتين الحدودية مع الجزائر. * وأكد فاغاغا في اتصال مع "الشروق" أمس، وجود اتصالات دبلوماسية جديدة مع الوسيط الجزائري لبعث الوساطة وتوفير الشروط المطلوبة لجلوس طرفي الصراع مجددا على طاولة الحوار، وقال أن برتوكول الاتفاق الذي تم توقيعه في طرابلس في 3 أفريل الماضي أصبح بدون أثر في خضم المواجهات الدامية ما بين الطرفين، آخرها الأربعاء الماضي أين شن المتمردون التوارق هجوما عنيفا على مركز ابيبارا العسكري بالقرب من الحدود الجنوبية الجزائرية، ويبعد 150 كلم شمال كيدال، العاصمة الجهوية لتوارق مالي. * وقال فاغاغا أنه تجسيد لالتزام فصيله المسلح بمواصلة شن عملياته الهجومية ضد القوات النظامية في منطقة الشمال، وتضاربات الأنباء حول حصيلة المواجهات الأخيرة، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش المالي ان 15 جنديا و17 مهاجما قتلوا، بينما جرح ستة جنود و25 مهاجما، في حين فند فاغاغا في حديثه "للشروق" صحة هذه الأخبار، وقال أن المهاجمين قتلوا أكثر من ثلاثين جنديا ماليا وأسروا ضعف هذا العدد، وقالت مصادر قريبة من المتمردين ان المهاجمين كانوا على حوالى اربعين من السيارات رباعية الدفع. واضاف ان المواجهات استمرت عدة ساعات والمتمردون غادروا المنطقة قبل وصول التعزيزات الحكومية من كيدال. * ويعتقد ان الأحداث الأخيرة من شأنها أن تصعب اكثر من مهمة الوساطة الجزائريةالجديدة، حيث كان وزير الخارجية المالي مختار عوان، قد اعلن من الجزائر الاثنين ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، اكد ان الجزائر ستستأنف وساطتها في النزاع بين الحكومة المالية والمتمردين التوارق. * من جهتها دخلت الأممالمتحدة على الخط، وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ من هذه المواجهات. * وقال في بيان له ان "المواجهات الأخيرة تؤكد الضرورة الملحة للتوصل إلى حل فوري ودائم لهذا النزاع لتتمكن مالي من التركيز على أولوياتها في مجال التنمية وتعزيز ديموقراطيتها". * وكشفت مصادر في مالي، أن الممثل الخاص لبان كيمون لغرب إفريقيا الجزائري سعيد جنيت سيزور باماكو مطلع الأسبوع الداخل، وهي أول مرة تضع الأممالمتحدة فيها قدمها في الأزمة، ويوصف جنيت بأنه أحد أكبر الدبلوماسيين الأفارقة المختصين في شؤون الأمن والأزمات الإثنية المسلحة في القارة، حيث قاد لسنوات إلى غاية فيفري الماضي المفوضية الإفريقية للأمن والسلم، ومن شأنه أن ينسق تحركاته مع الوساطة الجزائريةالجديدة.