طالبت نقابات التربية، الوزارة الوصية بفتح تحقيق فيما أسمته بفضيحة بكالوريا الفلسفة، مؤكدة أنه من غير المقبول أن يمر ما حدث في امتحان الفلسفة مرور الكرام، فمن غير المعقول التصفيق على مظاهر الغش الجماعي التي تداولتها مقاطع فيديو انتشرت بصورة مذهلة في مواقع التواصل الاجتماعي، واصفة إيّاها بالضربة الموجعة لمصداقية بكالوريا الجزائر. وقالت نقابات التربية أن العقاب يجب أن يسلّط على الجميع سواء تلاميذ أو أساتذة مشاركين في فضيحة الغش الجماعي، فبعض الأساتذة الحراس ورؤساء مراكز الإجراء لم يجدوا طريقة لإدخال التلاميذ إلى قاعات الامتحان غير السماح للتلاميذ بالغش الجماعي، بل إن البعض من الأساتذة تحول من أستاذ حارس إلى أستاذ يملي الأجوبة للتلاميذ . في الموضوع كشف عمراوي، الناطق الرسمي باسم نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في تصريح ل"الشروق" قائلا: "يجب أن لا يسلّط عقاب جماعي، وعلى الوزارة فتح تحقيق في عمليات الغش المفضوحة التي أصبحت حديث العام والخاص، فمن غير المعقول السكوت عن فضيحة مدوّية لعمليات غش جماعي تداولتها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اعتبرت ضربة موجعة لامتحان شهادة البكالوريا، فأين الوزارة من مظاهر غش جماعي اشترك فيه تلاميذ في اجتماعات لحل أسئلة الفلسفة، فيما اكتفى فيها الأساتذة الحراس بالتفرج". وطالبت نقابات التربية بمراجعة جذرية لإصلاح وانقاذ البكالوريا وما تبقى من مصداقيتها، حيث استغربت النقابات من جدوى وضع ملاحظين في مراكز إجراء البكالوريا وهم المكلفون برفع طعون فورية للوزارة للحفاظ على مصداقية البكالوريا، حيث اختفى دورهم تماما. ولم تسجل هذه اللجان أي طعون على مستواها، وأكدت النقابات أنه كان من المفروض أن ترفع طعون إذا ما كانت أسئلة الفلسفة خارج المقرر الدراسي، لا أن يسمح للتلاميذ بالخروج من قاعات الامتحان تحت مراقبة أعين الملاحظين، ثم السماح لهم بالعودة مجددا إلى القسم.. فأي امتحانات هذه؟ كما قال رئيس الاتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن امتحان مادة الفلسفة كان في غير متناول التلاميذ المترشحين للبكالوريا، مرجعا سبب الفوضى التي ميزت مراكز الإجراء في امتحان المادة، للأساتذة بسبب قيامهم بالإضراب حسب قوله وهو ما أدى إلى تراجع المستوى، حيث كان الأساتذة يملون عليهم الدروس عوض شرحها، وغابت كليا عمليات تعويد التلاميذ على حل المسائل الفلسفية الصعبة، فكل التمارين والمسائل التي كانت تمنح لهم في اختبارات الفصول تمارين عادية، ولو أنهم كانوا متعودين على أسئلة صعبة لتكيّفوا مع امتحان الفلسفة.