أصيبت الحركة بين مختلف محافظات مصر بحالة من الشلل التام، بعد قيام المتظاهرين المناهضين لجماعة "الإخوان المسلمين"، بقطع الطرق الرئيسية، في الوقت الذي يشهد فيه مطار القاهرة ما وصفت ب"أكبر عملية إجلاء للرعايا الأجانب"، تحسباً لوقوع أعمال عنف بين معارضي ومؤيدي الرئيس محمد مرسي. ففي محيط قصر الاتحادية الرئاسي، قام المئات من المعتصمين بإغلاق شارع "الميرغني" أمام حركة السيارات، باستخدام الكتل الخرسانية والألواح الخشبية، في الوقت الذي لجأ فيه أصحاب المحال القريبة من القصر إلى إغلاقها بالسلاسل والألواح الحديدية، خوفاً من تعرضها للنهب، في حالة حدوث أي اشتباكات خلال تظاهرات الأحد. وفي ميدان التحرير بوسط القاهرة، أغلق المحتجون كافة مداخل الميدان أمام حركة السير منذ ساعات الصباح الأولى، مما اضطر العديد من موظفي مجمع المصالح الحكومية إلى مغادرة المبنى قبل ثلاث ساعات من مواعيد العمل الرسمية، وسط مطالبة المتظاهرين لهم بعد القدوم إلى مكاتبهم الاثنين، في إشارة إلى اعتزامهم مواصلة إغلاق الميدان. المشهد نفسه تكرر في محيط ميدان "رابعة العدوية"، حيث تواصل القوى الإسلامية اعتصامها لليوم الثاني على التوالي، مما تسبب في إغلاق كافة الشوارع الرئيسية والجانبية المؤدية إلى الميدان، بعد أن قام أنصار الرئيس مرسي بوضع الحواجز المعدنية والخشبية، لمنع دخول السيارات إليها. وفي مدينة الإسكندرية، قام الآلاف من المحتجين، الذين احتشدوا في ميدان "القائد إبراهيم"، بإغلاق طريق الكورنيش الرئيسي، فيما بدت شوارع العديد من أحياء المدينة الساحلية خالية تماماً من حركة السيارات، بعد أن لجأ معظم أصحاب السيارات إلى استخدام وسائل النقل العامة. كما قام عشرات المتظاهرين بقطع الطريق الدولي في محافظة كفر الشيخ، ومنعوا مرور السيارات على الاتجاهين، بعد أن أشعلوا إطارات السيارات، ووضعوا المتاريس في عرض الطريق، "تضامناً مع مطالب ثوار التحرير"، بحسب ما أورد التلفزيون المصري على موقعه الرسمي. كما تكرر المشهد نفسه في القليوبية، على طريق القناطر الخيرية - شبرا الخيمة، حيث قام العشرات بإيقاف حركة السيارات المتجهة إلى القاهرة، بينما قام آخرون بتنظيم حملات من "اللجان الشعبية" عند مدينة طوخ، لتفتيش السيارات المتجهة إلى العاصمة، مما تسبب في توقف الحركة على طريق القاهرةالإسكندرية الزراعي. إلى ذلك، أعلنت سلطات مطار القاهرة "حالة الطوارئ والاستنفار العام" الأحد، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية الأحد، بعد تدفق الآلاف من الرعايا الأجانب على صالات السفر، حيث حرص المئات على التواجد بالمطار قبل ساعات طويلة من رحلاتهم، بينما يحاول آخرون الحصول على أماكن لهم على متن الرحلات المغادرة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الخطوط الجوية القطرية قامت بتسيير رحلة إضافية في وقت مبكر من صباح الأحد، أقلت 150 من الرعايا القطريين الذين قرروا مغادرة مصر قبل ساعات من بدء التظاهرات التي دعت إليها القوى السياسية المناهضة لنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين.