قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بأن الجزائر معرّضة لاعتداءات إرهابية خطيرة ستنفذها "القاعدة"، بناء على "ملف كامل"، يبقى مجهولا وبلا هوية، ولم يحدد المالكي، "مصادر" هذا "الملف" المزعوم وهذه "المعلومات"، التي يقول بأنه أمر بتسليمها للجزائر، التي قال رئيسها عبد العزيز بوتفليقة، عقب التفجير الانتحاري الذي كان يستهدفه بباتنة، بأن هذه الأعمال أصبحت في خدمة عواصم خارجية وزعماء أجانب. المالكي-الذي يريد أن يكون ملكا أكثر من الملك- قال في حوار لجريدة "الحياة" اللندنية، حيث حضر إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "..وقبل أيام أوصيت وأمرت بإيصال ملف كامل عن «القاعدة» إلى الجزائر، لأنها تنوي القيام بأعمال خطيرة هناك"(..) !. نوري المالكي، رغم ما يواجهه العراق من احتلال ومواجهات دامية، إلا أنه فضل أن يعرّج على "ما ينتظر" الجزائر على أيدي "القاعدة"، لكن رئيس الوزراء العراقي، لم يحدد طبيعة مصادره ومعلوماته التي يقول أنه أوصى بإيصالها للجزائر، وإلى أن يثبت العكس، يُجهل إن كانت "أوامره" قد نفذت، ومن حمل "الملف" الذي تحدث عنه، وعلى ماذا إعتمد و إستند في تعبئته بالتخويف والترهيب والترويع، وماهي طبيعة المصادر، من أبناء العراق، أم من قوات التحالف، أم من عناصر "القاعدة" نفسها ؟!. يرى مراقبون، أن كلام المالكي يبقى محاولة لنقل الرعب والفتنة والقلق إلى الجزائر، بتحويلها إلى "ميدان" إفتراضي ومفبرك لتنفيذ "أعمال خطيرة" من طرف "القاعدة"، ولو كان "ملف" المالكي موجود فعلا من باب "تحذير" السلطات الجزائرية و"مساعدتها" على إتقاء شرّ "القاعدة"، لأمتنع عن نشر هذا "السرّ الأمني" عبر الصحافة الدولية، وإكتفى بتبليغ الجزائر عبر قنواتها الرسمية المختصة، لكن ما قاله المالكي لجريدة "الحياة"، يعطي الانطباع، بأن التسريب هدفه إثارة الهلع وسط الرأي العام، وتحريض "أعداء" تنظيم "القاعدة"، "أصدقاء" المالكي، على توجيه أنظارهم أكثر بإتجاه الجزائر، ممن قال بأنهم "يريدون الخروج من العراق والمشكل في تحديد التواريخ فقط وملئ الفراغ الأمني" !. وما يرسم علامات الإستفهام والتعجب، حسب ما تسجله أوساط مراقبة، هو أن نوري المالكي، حاول إبعاد خطر "القاعدة" عن العراق(الذي يعيش الحرب) وإلصاقه بالجزائر(التي تحارب الإرهاب) !، حيث قال بأن وضع التنظيم ببلاده "مرتبك لدرجة كبيرة بعد الهجمات التي تعرض لها في الأنبار وديالى والموصل وشمال بابل، ما دفع بقياداته وعناصره للهروب بإتجاه إيران وسوريا ولبنان والمغرب العربي"(..) !. هذه المقاربة الغريبة والغامضة، طعّمها رئيس الحكومة العراقية، بحديثه عن "تقديم معلومات عن هؤلاء الهاربين إلى هذه الدول، إيمانا بأن مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية وينبغي على من تتوفر لديه معلومة عن منظمة أو خلية إرهابية أن يبلغ عنها"(..)، لكنه تجاهل بأن محاربة الإرهاب تقتضي أيضا العمل في سرية وبعيدا عن التشهير والترويج للتنظيمات الإرهابية وكذا تجنب التضخيم والتهويل والترويع، والأغرب من ذلك، أن المالكي، تحدث عن جيرانه كإيران وسوريا ولبنان، من باب الذكر فقط، لكنه أطنب بخصوص الجزائر، وركّز عليها، عند حديثه عن "الملف" الذي أمر بتوصيله لها !. وردا على سؤال: هل بدأوا(عناصر القاعدة) بالخروج أو بالهروب إلى خارج العراق؟ وإلى أين؟، سارع المالكي إلى الرد: "بدأوا بالخروج..لدينا معلومات قدمتها إلى دول..توفرت لدينا معلومات من «القاعدة» بأنها تريد أن تنتقل أو تنقل جزءا من نشاطها لتثبت وجودها"(..)، ولم يكشف هنا، المالكي "مصدر" المعلومات التي تلقاها من "القاعدة"، هل هي لأحد القياديين أو العناصر التائبة أو تلك التي تم إلقبض عليها بالعراق، أم هي إستنتاجات وفرضيات وتخمينات مستنبطة من بيانات التهديد والوعيد الصادرة هنا وهناك عبر شبكة الأنترنيت، على شاكلة الشريط الذي نسب مؤخرا لأيمن الظواهري، عندما هدد "بتصعيد الإعتداءات في المغرب العربي" ودعا إلى "تخليصه من فرنسا والإسبان" !؟. وعن سؤال: إلى أين خرجوا؟، قال المالكي: "هربوا بإتجاه إيران وسورية ولبنان والسعودية، وقسم منهم عاد إلى المغرب العربي، إلى الجزائر"، مضيفا: "وقد أوصلنا هذه المعلومات إلى كل هذه الدول ليتخذوا حيطة وحذر"(..)، دون أن يقدم عدد هؤلاء وكيف نجحوا في التسلل والخروج ! ولماذا تغادر "القاعدة" العراق و"تصدّر" عناصرها في هذا الوقت بالذات إلى بلدان "مغضوب عليها" من طرف "حلفاء وشركاء" المالكي؟. فأيّ موقف لهذه الدول، وفي مقدمتها الجزائر، بعدما تورط المالكي المتهم بالعراق بالطائفية، في محاولة ترويع السكان محليا، وتأليب الدول خارجيا على "الفرار" والحذر من "القاعدة"، التنظيم الذي قال عنه المدير العام للأمن الوطني، العقيد علي تونسي، بأنه لا "يؤمن بوجوده في الجزائر" !. ج/لعلامي