رشيد ولد بوسيافة التصريحات الخطيرة الصادرة عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والتي نقلتها جريدة الحياة بخصوص نقل تنظيم القاعدة في العراق جزء من نشاطه إلى الجزائر، وأنه المالكي أمر بتسليم ملف كامل إلى الجزائر عن هذا الموضوع، وأن أمورا خطيرة ستقوم بها القاعدة في الجزائر.. هذا التصريحات تضع المسؤولين الجزائريين أمام واجبهم في تنوير الرأي العام وتقديم توضيحات عن هذه التصريحات التي خرجت عن التقاليد المتعارف عليها في العلاقات الدولية. هل قدم المالكي فعلا ملفا كاملا إلى الجزائر؟ أم أن الأمر مجرد مناورة ومحاولة لتصدير الرعب الذي عاشه أشقاؤنا العراقيون على مدار السنوات الماضية إلى بلدان عربية أخرى على رأسها الجزائر، وهل تتوفر الأهلية للمالكي في التنبؤ بالأشياء الخطيرة التي سيقوم بها تنظيم القاعدة في الجزائر في الوقت الذي عجز عن تجفيف منابع الدم المتدفق في العراق، بل كان جزءا من الفتنة بين العراقيين حين أمر بشنق الرئيس السابق صدام حسين صبيحة عيد الأضحى، ثم لماذا التركيز على الجزائر وهي بعيدة جغرافيا عن العراق أم أن الأمر له علاقة برفض الجزائر لإقامة قيادة عسكرية أمريكية في المنطقة أو ما يسمى ب " أفريكوم "؟ لا يمكن القبول بدروس من المالكي الذي تأججت الصراعات الطائفية في عهده، واتهم من طرف حلفائه بالتورط في الفتنة بين السنة والشيعة، كما أن منصبه كرئيس وزراء في حكومة خاضعة للاحتلال لا يؤهله لأن يكون مصدر معلومات موثوق بها إلا إذا استقاها من جهة لها قدرة استخباراتية عالية قادرة حتى على التنبؤ لهجمات القاعدة في العراق وغيرها من دول العالم، وحينئذ يكون كلامه حول هجمات خطيرة للقاعدة بالجزائر مجرد محاولة لتوجيه الأنظار بعيدا عن التطورات الخطيرة في العراق الناتجة عن فشل حكومته في تسيير الشؤون الأمنية. الجزائريون أدرى بالأخطار التي تواجههم، وهم يعلمون أن كثرة الحديث عن القاعدة في الجزائر هو مقدمة للتدخل الأجنبي، ومهما كانت قوة الجماعات الإرهابية التي تنشط هذه الأيام وتنفذ عمليات ذات صدى إعلامي واسع، فإنها ليست بالقوة التي كانت عليها خلال العشرية الحمراء، ومع ذات تمكنت الجزائر من الخروج من الأزمة بفضل خيار المصالحة الذي لا زالت مصرة على عليه رغم كل محاولات الصيد في المياه العكرة.