كان حسان حطاب "أبو حمزة" مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأميرها الوطني لحوالي 5 سنوات قد اشترط إصداره بيان يتوجه فيه بنداء للمسلحين في الجبال وأتباعه لوقف نشاطهم مقابل "حصوله على ضمانات من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة" بعد سلسلة من المراسلات التي وجهها إليه، وكان كل مرة يجدّد فيها تأييده لمسعى ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وقد أكدت مصادر أنه تحصل على هذه "الضمانات" مما عجل بتسليم نفسه بعد أكثر من 3 سنوات من وقفه للنشاط المسلح وانسحابه من تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي كان أحد مؤسسيه بعد انشقاقه على تنظيم "الجيا" تحت إمرة عنتر زوابري لانحرافه وتكفيره للشعب، خاصة وأن رئيس الجمهورية قد جدّد تمسكه بمسعى المصالحة الوطنية ك"خيار وحيد" للخروج من الأزمة الأمنية في تعليقه على العمليات الانتحارية الأخيرة وتصعيد الإعتداءات الإرهابية، وكان مدني مزراق الأمير السابق للتنظيم المسلح المحل (الجيش الإسلامي للإنقاذ) "الآيياس" قد ألمح في نداء للمسلحين للجبال إلى وجود إجراءات جديدة للمصالحة. حطاب يُطلّق حياة الجبل بعد 10 سنوات نشاط و4 سنوات هدنة ويرى مراقبون، أن التطورات الأخيرة على الصعيد الأمني عجلت بتسليم حسان حطاب نفسه لأجهزة الأمن بعد تردد طويل وتحصنه في مكان آمن في ضواحي برج منايل ببومرداس بعد تطليقه النشاط المسلح رفقة عدد من أتباعه، وظل على اتصال بأهله وحتى بعض المسلحين النشطاء. ولا يستبعد متتبعون للشأن الأمني، أن تكون المفاوضات التي تعثرت عدّة مرات بين موفدين من الرئاسة وحسان حطاب قد تمّ استئنافها مؤخرا بعد تصعيد العمليات الإرهابية التي تميّزت بالاعتداءات الانتحارية التي لم يتردّد حطاب في التنديد بها علنا واستنكارها، وتكون هذه الاتصالات قد انتهت إلى تسليم نفسه لمصالح الأمن، وينتظر حسب المعلومات المتوفرة لدى الشروق أن يصدر بيانا ليلة عيد الفطر يدعو فيه نشطاء ما أصبح يسمى ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لوقف النشاط المسلح وتسليم أنفسهم، ويثير مراقبون في هذا السياق أسئلة حول درجة تأثير حسان حطاب على أتباعه السابقين للإستجابة لندائه، ويفيد متتبعون لشؤون الجماعات المسلحة أن الوضع الداخلي للتنظيم من انشقاقات وصراعات على خلفية التفجيرات الانتحارية سيساهم في نجاح مبادرة حطاب، خاصة وأن عديدا من المسلحين أبدوا في الأشهر الأخيرة رغبة في الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة حسب شهادات تائبين حديثا، لكنهم كانوا مترددين خوفا من "تكرار سيناريو الآيياس" وعدم تجسيد الوعود في غياب إتفاق ملموس، لكن نداء حطاب سيكون أكثر إقناعا وهو الذي كان، كما سبقت الإشارة إليه، يرهن إصدار نداء للمسلمين بوجود ضمانات، ما يعني لهؤلاء تسليم أنفسهم على أساس صلب وفي إطار يجسد مضمون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، خاصة وأن حطاب وجماعته معنيون بنصوصه على خلفية أن المعطيات المتوفرة عن نشطاء هذا التنظيم، أنهم لم يتورطوا في مجازر جماعية وتفجيرات في الأماكن العمومية وقتل واغتصاب المدنيين وكانت "مواجهتهم مع أجهزة الأمن". وعليه، يتوقع أن يكون لنداء حطاب، "الأول" من نوعه رغم إصداره عديد من بيانات التأييد لمسعى المصالحة والتنديد بالعمليات الإرهابية التي استهدفت مؤخرا المدنيين، استجابة وسط أتباعه السابقين. نائلة.ب